عن العمل إلى (18) مليوناً، فيما يقول السيناريو الأقل تفاؤلاً بـ (30) مليوناً، أما السيناريو المتشائم، فيتحدث عن (51) مليوناً، وبهذا تكون معدلات البطالة لهذه التوقعات الثلاثة على التوالي: 6.1- 6.5- 7.1 بالمئة، وهي معدلات ضخمة قياساً مع ستة بالمئة العام الفائت، 5.7 بالمئة 2007، ولكن ماذا عن نصيب العرب من تآكل الوظائف، واستفحال وباء البطالة؟
حسب معطيات برنامج الأمم المتحدة للتنمية، فإن معدل البطالة في العالم العربي هو بحدود ١5 بالمئة، ما يعني (17) مليون عاطل عن العمل، ومن المتوقع أن ترتفع هذه النسبة إلى 40 بالمئة بين الشباب ذوي الأعمار (15-24)، وهذا معناه زيادة نسبة العاطلين عن العمل إلى (66) مليوناً من إجمالي السكان البالغ (317) مليوناً.
وتزداد نذر هذه المشكلات قتامة، إذا علمنا أن عدد السكان مرشح أن يصل إلى (460) مليوناً بحلول عام 2020، وإن فتوة المجتمعات العربية ستجعل نحو 40 بالمئة من هؤلاء دون سن (14) عاماً، وهذا أيضاً يجعل عدد الباحثين عن عمل يرتفع خلال العقد القادم إلى (32) مليوناً، وهذا كله مرتبط بالزيادات الكبيرة في معدلات نمو السكان في العالم العربي، والتي وصلت إلى 2.5 بالمئة خلال العشرين سنة الأخيرة، في حين لم تتجاوز المعدلات العالمية نصفاً بالمئة.
وبرأي الباحثين والمهتمين بأسواق العمل، فإن المنطقة العربية بحاجة إلى تحقيق معدلات تنمية تصل إلى سبعة بالمئة سنوياً حتى تستطيع لجم معدلات البطالة التي تتفاقم يوماً بعد آخر، وخاصة أن قوة العمل تزداد بنسبة ثلاثة بالمئة بين عامي 2000 - 2015، فإن فرص العمل لم تتجاوز 2.5 بالمئة.
ولكن من الخطأ وضع البطالة العربية كلها في سلة واحدة، إذ بالرغم من الواقع العربي العام في مجال فرص العمل والبطالة، إلا أن الدول العربية تتفاوت من دولة لأخرى مع مستوى وحجم الظاهرة، فيما تتدنى في بعض الدول إلى 1.8 بالمئة نجدها في البعض الآخر ترتفع إلى 20 بالمئة، وهذا مرتبط بطبيعة الحال مع جملة من المؤشرات والظروف الموضوعية لكل بلد على حدة.