افتتح يوم أمس المؤتمر العلمي الموسوم بـ(صورة العرب والمسلمين في الآداب العالمية ) وذلك في جامعة دمشق - كلية الآداب -دمشق.
قدم د. معلا: عرضاً تناول فيه واقع العرب والمسلمين الراهن ، وتحديداً الصورة السيئة التي تفتعلها كثير من الآداب بحقنا نحن العرب ، وخاصة الأدب الصهيوني وقد ربطه بمجازر غزة.
مؤكداً على ضرورة أن نعمل جاهدين على إعادة رسم صورتنا وفق ملامحها الحقيقية دون تضخيم أوتصغير ، من خلال المعرفة بمالدينا ، ومالدى الآخر.
واشارت افتتاحيات المؤتمر على أهميته في هذه الفترة التي أظلتنا فيها العولمة ، وتطورت فيها أنظمة الاتصالات الحديثة إلى درجة الثورة المعلوماتية .
كما أكد المؤتمرون ضرورة التركيز على العلاقة بين الأنا والآخر وضرورة تأسيسها على التسامح والحوار والتعاون من أجل بناء عالم أفضل ، لافتين إلى أن من المهم تصحيح الصورة النمطية للعرب والمسلمين التي تنعتهم بالإرهاب والتزمت ، إذ إننا يجب أن نكون أقوياء كي نحاور لأن في الحوار قوة ، ولغة الحوار هي مانحتاجه.
هذا كان في افتتاح المؤتمر ثم تتابعت الجلسات الثماني التي تدرجت في فترتين صباحية ومسائية على مدار ثلاثة أيام المؤتمر ، كماجاء في البرنامج الذي سيكون ختامه في التوصيات والبيان الختامي.
صورة العربي في رواية
أمريكا اللاتينية
أ.د ماجدة حمود / جامعة دمشق/ تناولت في دراستها صورة العربي في ثلاث روايات.
عند غابرييل ماركيز في روايته / مئة عام من العزلة/ تبدى لها ان الرواية تكاد تتمحور حول البدو الرحل الذين ينتعلون الأخفاف ويعلقون الحلق في آذانهم ، ويقايضون الببغاوات بأطواق من خرز ، ورغم ذلك كانت هذه الصورة إيجابية خاصة عندما مدح الراوي / بيترا كويتس عشيقته أوريليانو الثاني/ بسبب شجاعتها وصبرها. فرأى أنها الوحيدة بين سكان القرية التي كان لها قلب عربي ، فقد شهدت دمار ثروتها الحيوانية بسبب الطوفان والعاصفة، ومع ذلك استمرت في كفاحها كي يبقى بيتها قائماً . وخلصت حمود من الرواية إلى أن العرب استحقوا الوصف بالشجاعة والصبر.
رواية الخيميائي لباولوكويلهو اتخذها نموذجاً د.مصطفى كلية الآداب والعلوم الانسانية - جامعة ابن طفيل -- القنيطرة - المغرب ، رسم صورة مكثفة مكتملة للإنسان العربي في أدب امريكا اللاتينية من خلال تسليطه الضوء على تأصيل وجود عربي ملحوظ في القارة الجنوبية لأمريكا ، تدل عليه البصمات العربية التي ترتبط بالأصول والهوية وتمثل نزوعاً وجدانياً إلى الوطن الام لدى المهاجرين والاجيال الموالية منهم الذين ذابوا في البيئة الجديدة بهذه القارة . كما تحدث عن استلهام عدد من كتاب امريكا اللاتينية للتراث العربي مماساعد على تمكينهم من بلورة صورة ايجابية أوسلبية للعرب، كما وقف على مدى مساهمة العلاقة التاريخية الوطيدة التي تربط أمريكا اللاتينية بإسبانيا التي يهتم أدبها بالعنصر العربي الإسلامي.
في الشعر الألباني
أ. كمال مورينا - برويشتينا /كوسوفو/ : رأى في بحثه ان العلاقات الادبية بين الشعبين الالباني والعربي يفصل بينهما قاسم مشترك من المؤثرات في فترة الحكم العثماني واستمرت حتى يومنا هذا ،لذلك وجد ان موضوع التأثير والتأثر واسع ومتشعب الأطراف .
في فرنسا
د. جهاد سلوم - جامعة البعث طرح في بحثه اسئلة استهدف منها تسليط الضوء على صور جامدة فماهو مصدر قوة استمراريتها عبر الزمن وكيف يمكننا العمل على تغييرها أو التخلص منها ، والى اي حد ممكن ان تعيق تطور العلاقات الطبيعية بين ضفتي المتوسط ؟.
رحلة إلى القدس
أ.د الياس خلف - جامعة البعث من وجهة نظر نقدية قرأ الجوانب الفنية في رواية / رحلة إلى القدس/ للروائي الأمريكي صول بيلو/ الذي فاز بجائزة نوبل عام 1976م الذي وضع صورة فقراء مسلمي القدس إزاء صورة مترفي يهودها بدلالة جلية على تأكيد الروائي لفكرة استعلاء الغرب واليهود (بوصفهم وافدين من دول غربية ) ومعلوم أن فكرة الاستعلاء الغربي يتشكل حجر الاساس في الفكر الاستشراقي .
الجزائري في الرواية
الفرنسية الحديثة
أ.د الطيب بودرباله /جامعة باتنه - الجزائر : استعرض في دراسته المراحل المختلفة التي مرت بها الرواية الفرنسية بالجزائر ثم انتقل إلى الجيل الثاني الذي يمثل الرواية الاستعمارية في أبشع صورها والذي يمثله لويس براترندمبتدع نظرية الجزائر اللاتينية ، ويستغرب الباحث ان هذا التيار أطلق على اتباعه تسمية (الجزائريين) بعد أن أقصىالجزائريين الحقيقيين الذين حرموا من هذه التسمية واصبحوا يسمون الأهالي ويقول: بعد أفول نجم هذا التيار المغالي في العنصرية برز تيار يعرف بـ مدرسة الجزائر التي يتزعمها البير كامي ، الممجد للحضارة اليونانية والمتغني بالشمس والبحر والطبيعة ، والوفي للرؤية الاستعمارية الأصيلة مع الحرص على تقديمها وتسويقها بطريقة جديدة وذلك بإضفاء قليل من المسحة العالمية عليها.
هذه الروايات كتبت انطلاقاً من أفق التلقي المعروف لتشكيل ورسم صور محنطة عن سكان هذا البلد المغلوب على أمره ، وقد غالت هذه الروايات في تفعيل النماذج الجاهزة والصور النمطية التي برمجها الذوق العام الفرنسي ، ونادراً مانجد كاتباً يخرق أفق التوقع وينفلت من قبضة التصورالسائد ، لذلك جاءت وفية لمرجعيات سابقة متجذرة في الثقافة الفرنسية، فصورة الجزائري اضحت في هذا المجال لغة ثانية يستعيره الأديب الفرنسي للتعبير عن اسطورته الشخصية وعن الواقع المعيشي للمجتمع الفرنسي.
طرح بودر بالة في دراسته تفاصيل واشكاليات عدة ، وزاوج في السياق وقال: إنها استراتيجية الإبادة التي طبعت في الولايات المتحدة والتي أدت إلى القضاء على حضارة تعد من أعرق الحضارات الانسانية لكن الحس الحضاري والعمق الثقافي لدى الجزائريين حال دون نجاح المخططات الاستعمارية.