ولأجل هذه الغاية تم تشكيل فريق في الخارجية الاسرائيلية، مهمته الترويج لما يسمى بالتقدم العلمي الذي تحرزه اسرائيل، كما تم رصد ملايين الدولارات، والاستعانة بخبرات روائيين وكتاب ومثقفين اسرائيليين وتوقيع عقود مع شركات بريطانية وأميركية تعمل في مجال الدعاية لخدمة هذا الهدف.
الخطوة الاسرائيلية وإن كانت مستغربة لكونها تكراراً لتجربة فاشلة وقعت فيها الادارة الأميركية السابقة، إلا أنها متوقعة لكون الاسرائيليين باتوا متيقنين من انهيار صورتهم بنظر شعوب العالم ووصولها إلى الحضيض، وخصوصا بعد الاستقبالات السيئة التي لقيتها فرقهم الرياضية في العديد من الدول الأوروبية تحت تأثير الجرائم المرتكبة في غزة، ولكن على رأي المثل الشهير: لايصلح العطار ما أفسد الدهر، لأن أكثر من ستين عاما من الأيديولوجية الصهيونية القائمة على القتل والاحتلال والتهجير والاستيطان والعدوان لا يمكن محوها من ذاكرة الأمم من خلال برنامج دعاية يرافق فعالية مسرحية أو معرضاً فنياً.
ولما كانت الصهيونية صفة ملازمة للعنصرية على مدى سنوات طويلة فإن الأولى بمؤتمر دوربان 2الذي سينعقد بعد أيام في جنيف أن يعيد توصيف الصهيونية بما يليق بها لأنها لم تتغير إذ ما زالت كما هي، ومما يساعد على ذلك هو تشكيل حكومة اسرائيلية جديدة قوامها متطرفون عنصريون يتنكرون للسلام علناً ويجاهرون بنياتهم العنصرية والعدوانية دون أن يرف لهم جفن. يقول إيدو أهاروني وهو المكلف بالمهمة المستحيلة (تحسين صورة اسرائيل): عندما نقول شاهدوا سديروت يقول البعض بل شاهدوا غزة.. ما يعني أنه يقر مسبقا بفشل مهمته إذ لا وجه للمقارنة بين غزة التي تعرضت لتدمير ممنهج وبين مستعمرة سديروت التي تلقت بعض صواريخ المقاومة كرد فعل طبيعي على العدوان والحصار أقرب ما يكون إلى حالة الدفاع عن النفس التي كفلتها الشرائع السماوية والأرضية، فهل يستطيع هذا الكيان الارهابي تحقيق هذه المهمة المستحيلة؟!.
hsauood@yahoo.com