تحمل الكثير من الفظائع الرهيبة السادية والعنيفة وغير الإنسانية والفاحشة حتى اضطر الرئيس باراك أوباما إلى العدول عن قراره وتأييده لنشر أي أدلة تشير إلى جرائم الحرب التي ارتكبت بأوامر من الرئيس الأسبق جورج بوش ونائبه ديك تشيني، وبالتالي منعه نشر هذه الصور بعد ما نصحه أحد القادة العسكريين بأخذ الحذر في نشرها لأنها يمكن أن تؤدي إلى تأجيج مشاعر العداء لأميركا وتعرض القوات الأميركية إلى الخطر. والحقيقة أن المشاعر المعادية لأميركا لا يمكن أن تكون متأججة أكثر مما هو الحال عليه الآن في منطقة الشرق الأوسط وأفغانستان وفي باكستان. إن السياسة التي ننتهجها والقائمة على أساس القصف العشوائي دون تمييز بمجرد تحققنا أن أحد الأهداف المستهدفة موجودة هنا لنتسبب بنتيجتها بمقتل المئات من الرجال والنساء والأطفال، ولاسيما في أفغانستان وباكستان وأيضاً سياستنا القاضية بتقديم الدعم وسلاح الرعب والدمار على غرار قنابل الفوسفور الأبيض والطائرات الهجومية المتطورة والدبابات القادرة على تدمير كل شيء تمر عليه وكذلك القنابل والذخائر المزودة باليورانيوم المنضب لكي تستخدمها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني الأعزل والتي تلمستها وعرفتها شعوب الشرق الأوسط والعالم أجمع باستثناء الولايات المتحدة.
إن نشر الصور ومقاطع الفيديو التي تفضح الممارسات الأميركية بحق الشعوب سوف تؤدي إلى أكثر من تأجيج المشاعر المعادية لأميركا وتعريض جنودها للخطر وإن صدقنا المقالات التي نشرت قبل أربع سنوات من الآن وهي مقالات بأقلام صحفيين مشهورين أمثال سيمورهيرش، فإن نشر هذه الصورة سوف يشعل موجة من الكره ضد أميركا ويهدد ليس الجنود الأميركيين فحسب وإنما أيضاً حياة جميع المدنيين الأميركيين وفي مداخلة له أمام مؤتمر aclu قال هيرش: ثمة أشياء فظيعة وشنيعة قد حدثت ولم تأخذوا علماً بها، هناك أفلام فيديو فيها نساء وبعض منكم لا بد أنه قد سمع بالرسالة التي أرسلتها تلك النسوة إلى رجالهن يطلبن منهم فيها نرجوكم أن تأتوا وتقتلونا بسبب ما يجري لنا وما يجري هو توقيفهن مع أبنائهن وأطفالهن وكانوا يرغمون الأولاد على ممارسة الفشحاء، فيما الكاميرا كانت تصور والأسوأ في أفلام الفيديو تلك التي بحوزة الحكومة الأميركية والكلام لا يزال لهيرش هو أصوات هؤلاء الأولاد الذين يستصرخون ويستغيثون.
لقد تعرضوا للإرهاب والخوف من أن يماط اللثام يوماً عما حدث معهم، وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقد مؤخراً في البيت الأبيض أكد روبرت غيبس الناطق الصحفي للبيت الأبيض أن الرئيس أوباما يخشى أن يشكل نشر هذه الصور تهديداً للأمن القومي الأميركي بمعنى آخر، تتضمن تلك الصور ومقاطع الفيديو التي لم تنشر بعد أفعالاً مخلة بالآداب ومنحطة أخلاقياً، إنها تثير الاشمئزاز بحيث لا يجد المرء طريقة لتبريرها أو تقبلها أخلاقياً وعقلياً، هذه الصور تصور أطفالاً يتم استخدامهم بأساليب وحشية من أجل انتزاع اعتراف من الموقوفين ليقروا بوجود صلة بين صدام حسين والقاعدة، تلك الركيزة التي استند عليها بوش وتشيني لتبرير احتلالهما للعراق، وقد اعترف منذ خمس سنوات ، وزير الدفاع الأميركي آنذاك دونالد رامسفيلد أمام الكونغرس قائلاً: إن تلك الصور والأفلام تحتوي على أفعال يمكن وصفها فقط بالسادية والفظيعة وغير الإنسانية.
ومنذ شهرين تكلم هيرش أمام جامعة مينيسوتا وقال محاولاً الكشف أكثر إلى أي درجة كان ديك تشيني نائب الرئيس شخصاً فاسداً وخارجاً عن القانون: عقب أحداث 11 أيلول كتبت عن ذلك إلا أن جهاز السي. آي. ايه كان منشغلاً في نشاطات داخلية ضد شخصيات يعتقد أنها عدوة للدولة دون أن تمتلك أي سلطة شرعية للقيام بذلك وتلك الشخصيات بدورها ليس لها الحق بالرد، وهذا ما يجري فصوله الآن وهنا وإن قرأتم بتمعن ماورد في صحيفة نيويورك تايمز حول قصة قيادة العمليات الخاصة المشتركة، إنها فرع خاص من مجتمعنا ومهمته القيام بعمليات خاصة بشكل مستقل ولا يقدم تقاريره لأحد سوى إلى بوش وتشيني والتقارير تقدم مباشرة إلى مكتب تشيني لا يعلم بها رئيس أركان القوات المشتركة أو وزير الدفاع روبرت غيتس، كما لا يعلم ولا يشرف عليها الكونغرس إنها زمرة لتنفيذ عمليات اغتيال والآن تم إلغاء عمل هذه الزمرة لما تسببه من أضرار وويلات، حيث كانوا وخلال عهد بوش يدخلون إلى الدول دون علم السفير الأميركي في تلك الدولة أو المسؤول المحلي للسي. آي. ايه ويعثرون على الشخص الوارد في اللائحة ومن ثم يقتلونه ويغادرون ويستمر هذا باسمنا نحن.
باختصار تعذيب تمارسه السي. آي . ايه واغتصاب وانتهاك وأفعال الفحشاء مع الأطفال، إرسال معتقلين إلى دول حيث وسائل التعذيب تجمع بين استخدام القديمة منها مع التقنيات الحديثة، سرايا اغتيالات لا تقدم جردة حسابها إلى ديك تشيني، هذا هو بلدكم، هذا هو بلدكم الذي كان بين أيدي مجنون ذلك هو بلد الذي يحاولون نكران وإخفاء ودفن البراهين الخاصة بجرائم حرب فظيعة.
بقلم: مايك موللي
3/6/2009