تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الديمقراطية.. بقوة السلاح!!

تريبيون ميديا سرفس
ترجمة
الأثنين 8-6-2009م
ترجمة: حكمت فاكه

في لقاء مع شخص وصف أنه «المسؤول عن التكتيك اللوجستي» في حركة طالبان نشرته صحيفة نيويورك تايمز، تحدث هذا المسؤول عن وجهة نظر الحركة للحرب في أفغانستان

والأسباب التي تجعل هذه الحركة هي المنتصرة في النهاية و مصير القوات الأمريكية والأطلسية هو الهزيمة الحتمية.‏

وجهة النظر هذه تمثل تحدياً ضمنياً صارخاً لاستراتيجية مايسمى (تطوير الديمقراطية) التي تبنتها إدارة بوش سابقاً وتتبناها إدارة أوباما حالياً، التي تبدو وكأنها وصفة لحرب طويلة جداً وكما وصف هذه الاستراتيجية أحد منتقديها الأمريكيين الضابط المتقاعد دوغلاس ماكغريغور- في مقال نشرته مجلة القوات المسلحة الأمريكية تحت عنوان «رفض المعركة» تقوم هذه الاستراتيجية كما يقول ماكغريغور بشكل عام على نشر الديمقراطية بقوة السلاح داخل المجتمعات المتخلفة أو الفاشلة، مع تقديم ضمانات أمنية غير واقعية وغير مقنعة للشعوب والبلدان ذات الأهمية الاستراتيجية الهامشية للولايات المتحدة الأمريكية وباختصار شديد، يعني رفض المعركة وفقاً لماكغريغور هو: إحجام قوة ما عن شن حرب أو معركة تعرف أنها ستخسرها في نهاية المطاف. وهذا النوع من القتال أو المعارك هو ماتقوم به الولايات المتحدة حالياً في أفغانستان وفيها تترك للعدو تحديد زمن ومكان المعارك كما تسمح له بالانسحاب وإعادة الانتشار عندما يرى ذلك في مصلحته.‏

وكان هدف ذلك اللقاء بسيطاً للغاية وهو أنه من الصعب بالنسبة لأمريكا والناتو أن يفوزا بحرب في بلد توجد قواعد العدو الذي يحاربانه فيه على الطرف الآخر من حدود مشتركة مع دولة أخرى سهلة الاختراق بالنسبة لطالبان، ومنيعة من الناحية السياسية بالنسبة للقوات الأمريكية وقوات الناتو، إضافة إلى ذلك فإن المعارك التي تحصل هناك هي معارك تخص حرب العصابات التقليدية، إذ يشن مقاتلو طالبان معارك ضد قوات نظامية يلجؤون فيها إلى أساليب الكر والفر، وتكون لديهم معلومات شبه كاملة عن تلك القوات دون أن يكون لتلك القوات معلومات كثيرة عنهم، والتهديد الأساس الذي تواجهه حركة طالبان في المعارك يأتي من قبل الطائرات بدون طيار، وليس من قبل القوات الأمريكية وقوات الناتو المتمركزة في قواعد أرضية، لأن هذه القوات لاتستطيع الوصول إليهم.‏

ولعل الشيء الرئيسي الذي يعوق الولايات المتحدة في حرب أفغانستان حالياً ليس اضطرارها لاحترام باكستان على أراضيها واحترام القانون الدولي، وإنما اضطرارها للتعامل مع الحقائق العسكرية والسياسية القائمة على الأرض، فسرعة حركة طالبان تسمح لها بالتحرك في أي مكان حتى دخول الأراضي الباكستانية لتفادي الضربات الجوية والأرضية أو الانتشار على مساحات واسعة، دون احترام الحدود تفادياً للضربات الجوية ويوجد عائق ثالث هو طبيعة السكان في المنطقة التي تدور فيها المعارك، حيث لايملك أحد القدرة على التمييز بين المدنيين- البتان- والمقاتلين - البتان.‏

وعلى الرغم من أن المسؤول عن التكتيك اللوجستي لم يتم الكشف عن اسمه في اللقاء الذي أجرته معه صحيفة نيويورك تايمز، لكنه يعترف بتفوق القوات الأمريكية التي يتم زيادة عددها باستمرار، ويؤكد في الوقت نفسه أن الأمريكيين ليس بمقدورهم السيطرة على القرى إلا من خلال القصف الجوي الذي يوقع إصابات كبيرة في صفوف المدنيين ويزيد من حجم موجة السخط والاستنكار والغضب تجاه أمريكا.‏

إن الأمريكيين يعرفون مثل هذه الحقائق بالتأكيد، لكنهم يريدون تطبيق استراتيجية جديدة بعد إرسال الكثير من القوات لتعزيزها هناك، وهذه الاستراتيجية هي عبارة عن نسخة معدلة من استراتيجية الجنرال - ديفيد بترايوس- في العراق والتي اعتمد فيها على مايسمى بـ (مجالس الصحوة) لكن نجاح تلك الاستراتيجية سيتوقف كما حصل في العراق على فرضية التطور الديمقراطي الذي سمع العالم عنه الكثير لكنه لم ير سوى القليل جداً، وهي فرضية ترى أن الديمقراطية يمكن تحقيقها من خلال التدخل العسكري لكن الكثيرين يرون في هذه الفرضية أنها تمثل وصفة ليس لحرب طويلة، وإنما لحرب عقيمة لانهاية لها ولا أمل منها.‏

 بقلم : وليام فاف‏

2/6/2009‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية