وإذا كان أغلبية الناس لديهم معلومات شبه كاملة عن أسباب هذا المرض وطرق الوقاية منه إلا أنه بالمقابل لاندرك ربما حقيقة ماهية هذا الفيروس الذي يوصف بالانتهازي..وآلية عمله المبطنة داخل الجسم، تفاجئ من سكن جسده بأعراض خطيرة يصعب شفاؤها.
الدكتورة رانية رشدية من المعهد العربي للصحة والسلامة المهنية أشارت في عرض علمي دقيق لها خلال ورشة عمل أقامها الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب بالتعاون مع اتحاد عمال النرويج حول هذا المرض ودور المنظمات العمالية في مواجهته بدمشق مؤخراً، إلى نقاط وبنود عديدة تتعلق بتاريخ ظهور مرض الايدز وتقديرات انتشار هذا الوباء في العالم، والنسب المئوية لحالات انتقال عدوى الفيروس HIV إلى أن يصل إلى الجهاز المناعي البشري وكيفية الفتك به وإضعافه.
مايهمنا التركيز عليه في هذه المادة هو الايدز المعروف بفيروس نقص المناعة البشرية ومتلازمة نقص المناعة المكتسبة حيث الايدز هو نمط من الأمراض المعدية المدمرّة يدخل إلى جسم الإنسان السليم من شخص مصاب فيهاجم ويحطم كريات دم بيضاء معينة (خلايا T أو CD المساعدة) وهي العناصر الرئيسية لجهاز المناعة في الجسم.. والإيدز هو المرحلة الأخيرة من الإصابة بفيروس HIV ويحتاج الشخص الحامل للفيروس لسنوات حتى يصل لهذه المرحلة، ويعتبر المصاب مريضاً بالايدز عندما يصبح عدد خلاياT (CD4 منخفضاً جداً دون الـ (400) لأن الحالة الطبيعية لهذه الخلايا مابين (700-800).
عمل الفيروس داخل الجسم
تؤكد المعطيات العلمية أن فيروس HIV يستهدف مجموعتين من الكريات البيض اللمفاويات (CD4) والوحيدات ( monocyte) والبلعميات (matcrophage) المساعدة في حال تعرض الجسم إلى جراثيم أو فيروسات أو أي عوامل ممرضة تغزو خلية ما وتسبّب المرض وهكذا يلصق فيروس HIV نفسه باللمفاوية CD4 ويفتح طريقه إلى داخل الجسم وينسخ الفيروس نفسه على نحو متواصل حيث يستقر حمضه النووي DNA داخل DNA الخلية التي يصيبها وتباشر الخلية بحضن فيروسات جديدة تغزو الخلايا النائية المساعدة والبلعميات وتخربها ما يؤدي إلى اضطراب الجهاز المناعي وحين يقتل فيروس HIV اللمفاويات + CD4 تعمل البلعميات كمستودعات تحمل الفيروس إلى عدد من الأعضاء الرئيسية وبينما تستنفد خلايا + CD4 من الجسم يضعف جهاز المناعة ويصبح أقل قدرة على مواجهة العدوى الجرثومية والفيروسية ويصبح بالتالي المريض المصاب معرض إلى مجال واسع من الأمراض المعدية الانتهازية والتي نادراً ماتحدث لدى الأشخاص ذوي المناعة السليمة.
الأمراض الانتهازية
تسمى هذه الأمراض «الانتهازية» وفق بحث الدكتورة رشدية لأنها تستغل فرصة ضعف الجهاز المناعي وهي نادراً ماتحدث لدى الأشخاص ذوي المناعة السليمة من هذه الأمراض.
الالتهاب الرئوي بالمتكيسة الجؤجؤية ويصيب حوالي 60٪ من مرضى الإيدز، التدرن الرئوي «السل» tbويشكل تهديداً خاصاً للأشخاص الحاملين لفيروس hiv حيث يتفاقم المرض لديهم بسرعة أكبر ومن المرجح أن يكون قاتلاً إذا لم يكتشف ويعالج بسرعة وهو القاتل الأكبر للأفارقة المصابين بالفيروس، أما ساركوما كايوزي فهو سرطان جلدي نادر الحدوث لغير المصابين بالإيدز، فالمصابون بهذا المرض هم أكثر عرضة لسرطانات نادرة مثل الساركوما النزفية مجهولة السبب وأورام الأوعية الدموية أو اللمفاوية.
كذلك يصيب فيروس الهربس النطافي عادة مناطق محددة تتبع القطاع الجلدي ذي التعصيب المشترك، أما لدى مرضى الإيدز فتكون واسعة ومنتشرة.
إضافة إلى الأمراض الانتهازية الأخرى مثل قرحة الفم والالتهابات الجلدية وإصابات اليد بالمتفطرة البحرية والتي تأخذ شكل ورم جيبي ناجم عن حوض السباحة، وقد تهدد الإصابات اللانمطية الحياة لدى الأشخاص ذوي المناعة المنخفضة.
تقديرات
قدر إجمالي عدد المصابين بالإيدز 33،6 مليون شخص في نهاية عام 2007 نصفهم من النساء، كما تسبب الإيدز بوفاة 2،1 مليون شخص في نفس العام وأيضاً هناك 2،7 مليون إصابة جديدة في العالم 45٪ منها بين الشباب من عمر 15-24، وتشير بعض المصادر إلى أن مابين 30-36 مليون شخص متعايشين مع hiv للعام 2007.
انتقال عدوى الفيروس
وتبين النسب المئوية لطرق انتقال عدوى فيروس hiv إلى أن من 3-5٪ تتم عن طريق نقل الدم ومن 5-10٪ من الأم إلى الطفل ومن 70-80 ٪ عن طريق العلاقات الجنسية، بينما استخدام الحقن والمخدرات بنسبة من 5-10٪.
باختصار إن فيروس hiv هش وضعيف لايعيش خارج جسم الانسان لفترة طويلة ويحتاج إلى ظروف محددة ليبقى حياً، يدخل الجسم، عبر الأماكن الرطبة طبيعياً ولايستطيع أن يخترق الجلد السليم، فالوسيلة المثلى للوقاية هي إيجاد حاجز أمام الفيروس يمنعه من الانتقال.