الا ان الحرص والبحث عن سبل الوقاية اصبح ضروريا في ظل الجائحات المتطورة لفيروس الانفلونزا الذي اصبح ينتقل الى البشر عن طريق الطيور او الجائحة الحالية انفلونزا الخنازير التي هي موضوع حديثنا الطبي مع الدكتور سهيل العاقل اخصائي في الامراض الداخلية من خلال الحوار التالي:
ماهي آلية انتقال هذه الانفلونزا الى الانسان؟
تصيب فيروسات انفلونزا الخنازير في العادة الخنازير فقط، وليس البشر مع أنه يمكن أن تصاب الخنازير بانفلونزا البشر او الطيور.
ولكن عندما تصاب الخنازير بفيروسات انفلونزا من انواع مختلفة يمكن ان تختلط داخل الخنزير وتظهر فيروسات خليطة جديدة، وهذه الفيروسات المحورة تنتقل مرة اخرى الى الانسان ويمكن ان تنتقل من شخص لآخر.
اما انتقالها بين الناس فيحدث بنفس طريقة الانفلونزا الموسمية عن طريق ملامسة شيء ما به فيروسات انفلونزا، او لمس الفم او الانف او من خلال السعال والعطس.
هل هناك تشابه بين اعراض الانفلونزا الموسمية وبين اعراض انفلونزا الخنازير المنتقلة الى البشر؟
ان اعراض انفلونزا الخنازير في البشر مماثلة لأعراض الانفلونزا الموسمية وتتمثل في ارتفاع مفاجئ للحرارة، سعال مع ألم في العضلات واجهاد شديد، ويبدو ان هذه السلالة الجديدة تسبب مزيداً من الاسهال والقيء اكثر من الانفلونزا العادية، مع أن هناك تشابها في الأعراض السريرية.
ماهو تأثير هذا التشابه على امكانية كشف حالات الاصابة بالعدوى؟
ان نطاق السمات السريرية النمطية المبلغ عنها يتراوح بين عدوى عديمة الآعراض والتهاب رئوي وخيم يؤدي الى الوفاة.
وبسبب التشابه في السمات السريرية لانفلونزا الخنازير التي تصيب البشر مع الانفلونزا الموسمية وغيرهما من العدوى الحادة التي تصيب السبيل التنفسي العلوي، فإن الكشف عن معظم الحالات كان بمحض المصادفة بفضل انشطة ترصد الانفلونزا الموسمية. ومن المحتمل ان الحالات المعتدلة او العديمة الاعراض قد فلتت من عملية الترصد ولم يكشف عنها، وعليه فإن حجم المرض بين البشر لا يزال مجهولاً.
هل هناك لقاحات معينة للحماية، أو طريقة لقتل الفيروس؟
هناك لقاحات متوفرة تعطى للخنازير لتمنع الانفلونزا عنها، ولكن لا يوجد لقاح حاليا للبشر، ويتطلب انتاجه فترة لا تقل عن ستة أشهر كحد أدنى،
ذكرت ان هذا المرض يتسم بمعدلات امراض عالية ومعدلات اماتة منخفضة جداً (1٪ - 4٪) فما هي طرق الوقاية اذاً؟
هناك مجموعة من التدابير للحد من انتشار الفيروس وهي العمل على بقاء المصابين بمنازلهم وتتبعهم من قبل مختصين، في حين نقل الحالات الحرجة للمستشفى، مع الحجر الصحي لمدة ستة ايام للاشخاص الذين كانت لهم اتصالات بالمصابين.
وبما ان الفيروس يمكن أن يكون في الايدي وغيرها، فإن اتخاذ اجراءات الوقاية امر ضروري، مثل غسل الايدي بالصابون لمرات متكررة بعد العطاس مع تجنب البصق على الارض، استعمال الاقنعة الواقية التي تحول دون انتقال الفيروسات، ويجب منع التجمعات في حالة انتشار الوباء العام، واستعمال المضادات الفيروسية في الأماكن القريبة من الاصابات الأولى بالفيروس.