كما أن ميتشل الذي قال بأن الاسرائيليين كذبوا طوال السنوات الماضية سيحاول هذه المرة الحصول على موقف محدد من حكومة نتنياهو ازاء عملية السلام، ومبدأ « حل الدولتين » وتجميد الاستيطان.
بالاضافة إلى ذلك فإن نتائج هذه الزيارة ستكشف مدى التزام الرئيس الاميركي وجديته بما أطلقه في خطابه ذاك مع انه لم يطرح آلية عمل محددة لتطبيق رؤيته للسلام، أو اطاراً زمنياً للتنفيذ - وستظهر أيضاً الحد الذي يمكن ان تصل إليه الولايات المتحدة في الضغط على حليفتها « اسرائيل» لالزامها بالحلول ، وفيما اذا كان اوباما يمتلك الارادة السياسية المستقلة لفعل ذلك ، أم لا.
في الحقيقة ان الزيارات السابقة لميتشل باءت جميعها حتى الان بالفشل ، ولم تحقق اي نتائج جديدة ، سوى اطلاق الوعود ، تماما كما كان يحصل مع الادارات الاميركية السابقة ، و الجولات المكوكية للعديد من المسؤولين الاميركيين للمنطقة ، و التي كانت تشكل غطاءً للكيان الصهيوني للاستمرار في سياسته العدوانية القائمة على تصفية الوجود الفلسطيني.
فلم تحدث اي مرة حددت فيها واشنطن رؤيتها حول قضايا الحل النهائي ، كالقدس ، و اللاجئين وشكل الدولة وحدودها، وذلك لانها لم تكن يوما جادة في حل القضية الفلسطينية ، وهمها الاول ينصب على حماية الكيان الغاصب ودعمه ، وبالتالي محاولة فرض السلام وفق معايير القوة بدلا من تحقيق العدالة و ا عادة الحقوق.
وإذا كان أوباما حريصاً فعلاً على تصحيح اخطاء أسلافه وكسب ود العرب ، فعليه الاقتناع أولاً بأن الانحياز الاعمى لإسرائيل لم يجلب سوى الضرر للمصالح الاميركية في المنطقة ، و ان الطريق الى السلام معروف، و الحقوق العربية واضحة و ثابتة وعلى مبعوثه ميتشل ان يكون أكثر حزماً خلال لقائه حكام الكيان الصهيوني ، كي يثبت ان زيارته هذه هي لترجمة وتنفيذ ماطرحه رئيسه أوباما ، مع ادراكنا لطبيعة الرد الصهيوني الرافض لفكرة السلام من أساسها.
وبكل الأحوال فإن نتائج الزيارة ستوضح الأمور أكثر ، فإما أننا سنشهد بالفعل تحولاً اميركياً ملموساً يدفع بجهود السلام نحو الامام ، وإما ان يبقى هذا السلام مؤجلاً.