تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الملاكمة فن يستهوي الشعراء والروائيين

لوفيغارو ليترير الفرنسية
شوارع العالم
الاثنين 28/1/2008
لا ريب أن انبهار بعض الفنانين بالملاكمة وفنها مسألة عصية على الفهم.. وبعض المثقفين الذين يحسبون أن الملاكمين يفتقرون عموماً إلى التجريد الذهني يخجلون من إعلان رأيهم وجهره.

وسادت الملاكمة الانكليزية أواخر القرن التاسع عشر, وكانت هذه رياضة رصينة ومتزمتة بعض الشيء وأحاطها جمهورها بهالة من الاحترام والتعظيم.. وعلى هذا (أممت) الملاكمة وصبغت بصبغة وطنية وقومية وصار الملاكمون مندوبي شعوبهم, فالعنف المحض يحتاج على الدوام إلى إلباسه لباساً رمزياً.‏

وبعض الكتاب والروائيين شأن (أرنست همنغواي) يعانون عقدة الرجل الفظ وهو أصل الملاكمة أو طور البهيمية,والحق أن ما يحصل على الحلبة لايحصل ما يشبهه في موضع آخر, فالمحرمات كلها ترفع.‏

والمرجح أن همنغواي كان يتوسل بالملاكمة والتثبيت منها ومن مكانتهاوقوتها وأما الشاعر والمسرحي والروائي والسينمائي الفرنسي (جان كوكتو -فشدته إلى هذا العالم علاقة جمالية خالصة.. فهو يكتب في الملاكم سيردان (بطل العالم في الوزن الخفيف في 1952): (سيردان هو الأوديسا, وهوميروس.‏

وفي ثلاثينيات القرن العشرين خلص (كولتو) من البؤس ملاكماً كبيراً هو (آل براون) الذي كان أدمن المخدرات, وأدرك وجه المأساة فيه.‏

وكتب: (انعطفت إلى مصير هذا الملاكم, فهو أشبه بالشاعر والمحاكي والساحر, ونقل إلى الحلبة وبين الحبال مثالاً تاماً للغز من ألغاز البشر هو دالة الحضور ومهابتها. وعندما توفي آل براون في ..1951 معدماً يائساً وضع نعشه على سيارة دارت به طوال يومين وفي ركابها جوقة موسيقا جاز.. قبل أن يعثر على جبانة يوارى فيها الملاكم المتوفى.‏

والتقى كاتب هذه الزاوية -مؤرخ فلسفة ومؤلف كتاب - (محمد علي مصيراً أميركياً) محمد علي كلاي بميامي عام 1959 وكان هاوياً في ال 18 عاماً يبلغ 190 سنتيمتراً ولم يكن يزن 94 كغ..‏

ورأيته يلاكم من غير أن يدري أن أحداً يشاهده والحق أنه كان يرقص.. وكنت شاهداً على رقصة فالس باهرة.‏

ويقول الكاتب: لقد سبق لي وأنا مؤرخ الفلسفة وأستاذ تاريخها في كلية السوربون أن زاولت الملاكمة غداة الحرب الثانية.. فكنت ألاكم في ضواحي باريس وأتستر في الأمر..?!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية