لكن أن ترى ذلك على أرض الواقع فهذا يفوق كل عروض شاشات العالم, لقد كانت المرة الأولى التي أزور فيها عين التينة المطلة على مجدل شمس عروس الجولان عندما اجتمعت وكالات أنباء العالم في مهرجان الجولان الأول الذي أقيم في 25 آذار عام .2007 ليشهد العالم أجمع ذلك الاغتصاب والاحتلال والسرقة البشعة لكل معاني الإنسانية, تلك المنازل المتناثرة على سفح الجبل تفتح نوافذها وأبوابها باتجاه عين التينة لتلقي بظلال شمسها كل مساء حيث تعلم أن المآل والمستقر الطبيعي هناك, تنتظر ذلك اليوم الذي ستتخطى فيه كل الأسلاك الشائكةوعبر خيوط الشمس المسترسلة تقطع الوادي الذي يفصلها بضعة أقدام لتعانق الأهل والأحباب.
فمجدل شمس على السفح الجنوبي الشرقي لجبل الشيخ حيث يسعى جاهداً لاحتضانها وحمايتها بصدره من برد الشتاء ويوفر لها الماء العذب ليرويها بينابيع متناثرة فيها وأشهرها نبع عين التفاحة الذي ينبع من سفح جبل الشيخ بغزارة /7/ ليترات في الثانية.
ويحد مجدل شمس من الجنوب بقعاتا ومسعدة ومن الشرق سحيتا وحضر ومن الغرب جباتا الزيت وعين قينة.
ترتفع عن سطح البحر 1300 م ويصل معدلها المطري إلى 1000 مم وتزيد عدد الأيام الثلجية فيها على 24 يوماً بالسنة.
كل ذلك إضافة لتربة غنية وخصبة توفر زراعة جيدة للحبوب والخضراوات والأشجار المثمرة التي يأتي التفاح في مقدمتها, إضافة لتربية المواشي مصدر عيش سكان مجدل شمس الذين يزيد عددهم على 15000 نسمة, في حين كان عددهم عام 1967م 6500 نسمة ما يعني تزايد عدد سكانها برغم تضييق الاحتلال الإسرائيلي الخناق عليهم ومصادرة أراضيهم لمواقفهم الوطنية الثابتة برفض الاحتلال والهوية الإسرائيلية وإعلان انتمائهم الأصيل والراسخ لوطنهم الأم سورية وقدموا في سبيل ذلك العديد من الشهداء والشهيدات وساحة مجدل شمس تشهد على ذلك ففيها نصبان تذكاريان الأول لشهداء الثورة السورية الكبرى, مطرز باسماء 150 شهيداً, والثاني لشهداء النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وفي مجدل شمس تلان هما الريحانية وبيت التل 1160 م, وبينهما خانق البويب, وهنالك تل البياض قليل الارتفاع, والبناء فيها قديم جداً وفيها آثار أبنية مهدمة, وتوابيت حجرية تعود للعهد الروماني.