ودعا عضو كتلة التحرير والتنمية النائب علي حسن خليل جميع المحتجين الى الانسحاب من الشوارع وترك الامر الى الجيش اللبناني والقوى الامنية لمعالجة الموضوع نافياً مشاركة حركة امل في مثل هذه الاحتجاجات وانه لا علاقة لها بهذا الامر وغير معنية مباشرة بهذه الاحداث.
واكد خليل ان الحركة طالبت المسؤولين بالتقصي والتحقيق والقيام بما يلزم لضبط المتسببين بهذا الحادث.
وفي هذا الاطار افادت اذاعة النور ان لجان التنسيق من حركة امل وحزب الله عملت جاهدة على تدارك الوضع ومنع تفاقمه وسحب المتظاهرين من الشارع بعد ان بدأت هذه التظاهرات بصورة شعبية وعفوية مشيرة الى ان هذه اللجان عملت بالتنسيق مع الجيش اللبناني وخاصة في منطقة مار مخايل.
وقالت هذه اللجان انها تعمل ايضا الى جانب الجيش لمنع دخول اطراف مدسوسة تسعى الى التحريض الاعلامي والسياسي من اجل تأجيج الاوضاع.
هذا ورغم المشاورات المكثفة والمبادرات العربية المطروحة لحل الأزمة السياسية في لبنان إلا أن الأمور تزداد تعقيداً بسبب التدخل الأميركي وعرقلته المستمرة للحلول ودعمه المباشر لقوى السلطة من أجل احتكار القرار السياسي, هذا ما أكدته المعارضة الوطنية التي اعتبرت أيضاً أن إطالة أمد الفراغ سيفسح المجال لأعداء لبنان بتحقيق أهدافهم الرامية لإثارة الفتنة والفوضى.
بدوره جدد رئيس المكتب السياسي لحركة أمل جميل حايك تأكيد انفتاح الحركة والمعارضة ايجابياً نحو أي مبادرة انقاذية لحماية لبنان مضيفاً أن إطالة أمد الأزمة سيعطي المناخ الملائم لأعداء لبنان للعبث في أمنه واقتصاده فيما رأى عضو المكتب السياسي للحركة حسن المصري أن لبنان لا يبنى باستبعاد فريق عن القرار الوطني, وقال إن المعارضة متمسكة بأي مبادرة لايجاد التسوية العادلة وانتقد تدخل السفير الأميركي في شؤون لبنان الداخلية, أما خليل حمدان عضو هيئة الرئاسة في حركة أمل أيضاً ندد باستمرار التدخل الأجنبي وأوضح أن الادارة الأميركية تريد فرض رئيس على اللبنانيين وتهدد بنزع سلاح المقاومة في الوقت الذي تنتهك فيه إسرائيل أمن لبنان وسيادته وأكد أن المعارضة ستقف بثبات وقوة أكبر في مواجهة المشروع الأميركي وأن فريق السلطة يريد نقل لبنان من العصر المقاوم إلى العصر الإسرائيلي والسيطرة الأميركية.
من جهته شدد الوزير السابق وئام وهاب على دعم المقاومة وسلاحها في وجه استمرار الانتهاكات والخروقات الإسرائيلية داعياً الفريق الحاكم إلى الافراج عن الأموال الخاصة بالمتضررين من عدوان تموز الأخير مضيفاً أن المعارضة تدعم الخطة العربية المتكاملة وتريد انجاحها ولن تسكت على اصرار هذا الفريق على الاستئثار والتفرد بالسلطة.
وفي هذا السياق أكد الوزير السابق أيضاً سليمان فرنجية أن المعارضة لن تتراجع عن مطلبها في الثلث الضامن في أي حكومة تشارك فيها لضمان القرارات الوطنية ومنع التدويل موضحاً أن لبنان لايحكم إلا بالتوافق ويجب تضييع الفرصة على من يسعون إلى الفتنة.
من جانبه أكد كمال شاتيلا رئيس المؤتمر الشعبي والمفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أن الفريق الحاكم المتسلط يمعن في وضع العراقيل أمام التوصل الى حل داعياً الى الانطلاق من قاعدة لا غالب ولا مغلوب وأوضحا أن التدخل الأميركي هو من يساهم أيضاً في وضع هذه العراقيل وأكبر دليل على ذلك تصريحات الرئيس الأميركي خلال جولته الأخيرة في الشرق الأوسط ودعمه المباشر لفريق السلطة بهدف ابقائه بالسلطة ليحتكر القرار السياسي.
بموازاة ذلك كشفت صحيفة الصنداي تلغراف البريطانية أمس ان تقرير لجنة فينوغراد حول أخطاء الحكومة الإسرائيلية في حرب تموز 2006 ربما يدفع اولمرت الى الاستقالة من منصبه واسقاط هذه الحكومة.
وأضافت الصحيفة ان استمرار اسرائيل في عدوانها لمدة 33 يوماً بعد اعلان الأمم المتحدة لوقف النار سيكون في صلب التقرير وربما يقدم اجابات لأقرباء الجنود الذين قتلوا في تلك الفترة والذين يتساءلون ماالذي دفع الحكومة لاعطاء الأمر بمواصلة القتال وافتقارها لتوجه واضح.