لتحصيل اطماع يسيل لها لعابهم في المنطقة الشرقية لذلك يستمرئون عزف سيمفونية «الانسانية» الممجوجة بتبني اعادة اعمار الرقة المنكوبة بفعل قصفهم الوحشي بصفاقة مثيرة للاشمئزاز ,حالة اللهاث الغربي المحموم هذه لتأهيل الرقة المنكوبة بعدوانهم وإرهاب ادواتهم و استمرار الاستعراض البهلواني الوقح على خشبة المزاودة الانسانية تفضح الغايات الخبيثة المتمثلة بأطماع ومصالح استعمارية لم تنته بعد ولأجلها اعلنوا حربهم على سورية .
تباكي محور الشر العالمي امريكا وبريطانيا وفرنسا على ما آلت اليه الحال في الرقة بعدوان طائراتهم وبفعل جرائم داعش صنيعة مختبراتهم ومخططاتهم الشيطانية ليس مستهجناً أو غريباً فواشنطن ولندن ومن على شاكلتهما من دول الغرب الاستعماري منذ نشأتهما الاستعمارية ملوثة ايديهم بدماء الكثيرين وما مدينة دريسدرن الالمانية الا خير شاهد على فظاعة وبشاعة اجرام امريكا وبريطانيا في الحرب العالمية الثانية.
استياء وقلق كبير اعلنته وزارة الدفاع الروسية وتشكيك الخبير العارف بخبث نيات رعاة الارهاب العالمي إزاء إعلان الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا تخصيص تمويل بشكل عاجل لمدينة الرقة وذلك بعد الرفض المتكرر لإرسال مساعدات للشعب السوري الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف تساءل تساؤل المدرك للغاية غير النظيفة المقصودة من هذه التصريحات»الانسانية» : «لم تلبث الرقة أن تلتقط أنفاسها من قصف التحالف الدولي، فتعالت التصريحات في واشنطن وباريس وبرلين من قبل قادة رفيعي المستوي لتقديم تمويل مستعجل بقيمة عشرات ملايين الدولارات واليورو، بزعم أن هذه الملايين يجب أن تصرف لإعادة الحياة السلمية في المدينة إننا نرحب بهذا التجاوب، لكن هناك أسئلة».
وذكر كوناشينكوف أن روسيا ناشدت مرارا خلال السنوات الماضية الولايات المتحدة والعواصم الأوروبية لإرسال مساعدات إنسانيه إلى السوريين المتضررين من الحرب وتم إعداد لائحة بأسماء التجمعات السكنية التي تحتاج لمساعدة قبل غيرها دون تقسيم السورين إلى «جيد» أو «سيئ» لكننا في كل مرة كنا نتلقى جوابا واحدا من قبل واشنطن وبرلين وباريس ولندن نحن لا نستطيع ولا يمكننا القيام بذلك» مستفسرا عن اسباب استثارة «الحمية» الغربية المفاجئة التي انتابت الغرب تجاه الرقة المنكوبة متسائلا «ما الذي دفع الغرب الآن لتقديم المساعدات بشكل مستعجل بالتحديد لمدينة الرقة؟» مؤكدا ان سبب هذه الخطوة يعود إلى الرغبة في إخفاء آثار القصف الوحشي لطيران التحالف الدولي والأمريكيين بسرعة والذي دفن تحت الأنقاض في الرقة آلاف المدنيين المحررين من تنظيم «داعش» الإرهابي مضيفا أن التصريحات الأمريكية حول «الانتصار المتميز» على «داعش» وجهها الارهابي الاول وتسليم الرقة لميليشا قسد صنيعتها الانفصالية تثير الحذر في موسكو خاصة ان الامر لم يعدو كونه استلاما وتسليما بين اداتين امريكيتين وبرعاية امريكية مفضوحة .
مشيرا الى ان حالة من الدهشة والاستغراب اثيرت لدى موسكو سببها التناقض الصارخ بتصريحات مفاصل الادارة الامريكية حيث ادعى بداية ممثل البنتاغون أن الولايات المتحدة والتحالف الدولي قامت بتحرير 87% من الأراضي التي كانت تحت سيطرة «داعش» في سورية والعراق ثم أعلنت الناطقة باسم البيت الأبيض سارا ساندرس أنه اتضح الآن أي بعد تحرير الموصل في حزيران الماضي وتحرير الرقة حاليا أن تنظيم داعش الارهابي ودولة الخرافة تنهار في سورية والعراقة ثم ما لبثت ان أكدت الخارجية الأمريكية النجاحات في الرقة مفيدة بأن «تحرير الرقة أصبح لحظة حاسمة في مكافحة «داعش».
ولفت كوناشينكوف الى أن واشنطن على ما يبدو تريد الايهام بأنها كانت تظن أن ارهابيي داعش كانوا يسيطرون على مدينة الرقة فقط لا غير وهي مدينة صغيرة كان يقطنها قبل الحرب نحو 200 ألف شخص وقبل بداية عملية التحرير التي استمرت 5 أشهر كان يقطنها 45 ألف شخص منوها بأن مدينة دير الزور وضواحيها الواسعة بالقرب من الفرات كان يقطنها قبل الحرب أكثر من 500 ألف شخص ونجح الجيش العربي السوري بدعم من القوات الجوية الروسية بتحرير المدينة خلال 10 أيام فقط مؤكدا أن دير الزور تستقبل يوميا آلاف المدنيين العائدين إلى منازلهم.
في السياق ذاته ذكر كوناشينكوف بالجرائم الامريكية والبريطانية بحق المدنيين مقارنا حالة الدمار الوحشي والقصف المدمر واستهداف المدنيين المتعمد والمجازر التي قام بها التحالف المزعوم بقيادة امريكا والفسفور الابيض المحرم دوليا المستخدم في الرقة بمدينة دريسدن الألمانية العام 1945 التي تم تدميرها بالكامل تقريبا بالغارات البريطانية والأمريكية حيث قصفت القوات الجوية البريطانية والأمريكية دريسدرن بصورة وحشية رغم أنها كانت قبلة اللاجئين الذين تراوح عددهم بين 100 ـ 200 ألف لاجئ.
دريسدرن ..الشاهد على فظاعة الجرائم الأمريكية والبريطانية
في الحرب العالمية الثانية عام 1945 قامت الطائرات الامريكية والبريطانية بتنفيذ قصف همجي وحشي استهدف دريسدرن الالمانية اذ قام سلاح الجو البريطاني و سلاح الجو الأمريكي في 13 شباط بقصف مكثف على المدينة في وخلال 23 دقيقة فقط بدت المدينة وكأنها تعرضت لزلزال مدمر ودمر مركز المدينة بالكامل و تم تدمير ما محيطه 15 كيلو متر مربع بالكامل وسويت أبنيته بالأرض حيث قامت 722 طائرة حربية بريطانية قامت بقصف دريسدرن الالمانية مرتين وإلقاء 1478 طنا من القنابل شديدة الانفجار و 1181 طنا من القنابل الحارقة بصورة أدت إلى عاصفة نارية دمرت 21 كيلومتر مربع من المدينة في عملية قصف هائلة وتم تدمير المتحف الأثري بالمدينة ضمن عملية القصف.
وفي يوم 14 شباط قامت 316 طائرة حربية أمريكية بثالث عملية قصف ألقت خلالها 488 طنا من القنابل شديدة الانفجار و 294 طنا من القنابل الحارقة وفي اليوم التالي قامت 211 طائرة أمريكية برابع عملية قصف ألقت خلالها 466 طنا من القنابل شديدة الانفجار وأدى القصف إلى مقتل 300 ألف شخص في المدينة التي لم يكن بها دفاعات ألمانية بصورة سمحت للطائرات بالتحليق على ارتفاعات أقل وجعل قنابلها أكثر فتكا.
ويعتبر قصف درسدن شاهد على وحشية وجرائم امريكا وبريطانيا ضد المدنيين والمتواصلة ليومنا هذا خاصة أن الحرب العالمية الثانية كانت على وشك أن تضع أوزارها وأن هزيمة المانيا كانت تلوح في الأفق وانه لم يكن لها أي أهمية عسكرية تذكر و لم يكن تدميرها ليؤثر على الآلة العسكرية الالمانية بشيء ولذلك كان يلجأ اليها المدنيون هرباً من جحيم الحرب.