تحاول الإدارة الأميركية اعتماد أسلوب الترغيب وتقديم الإغراءات من حساب الفلسطينيين أنفسهم، لمحاولة تمرير الصفقة المشؤومة، بعدما لاقت تلك الصفقة رفضا فلسطينيا واسعا، واستهجانا ورفضا قاطعا من مختلف الأوساط الشعبية والحزبية العربية والدولية.
حيث قايض المبعوث الأميركي لعملية السلام جيسون غرينبلات، إعادة فتح مكتب منظّمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، الذي أغلق العام الماضي، بعودة الفلسطينيين إلى المفاوضات مع الكيان الصهيوني، مدعيا أن إدارته لا تحاول تصفية القضية الفلسطينية.
وزعم غرينبلات في سياق مقابلة مع صحيفة الأيام الفلسطينية، إن الإدارة الأميركية لم تقرر بعد موعد نشر ما تسميها الرؤية السياسية لمبادرتها للسلام في الشرق الأوسط المعروفة بـ»صفقة القرن»، مشيرا إلى أن ترامب سيتخذ القرار قريبا بهذا الشأن.
وأضاف: سنأخذ في الاعتبار الانتخابات الإسرائيلية في 17 أيلول المقبل لنقرر ما إذا كان يجب أن نصدرها قبل الانتخابات أو بعدها، قبل تشكيل الحكومة أو بعدها، مشيرا إلى أن الجزء السياسي من الصفقة «لن تكون فيه مفاجأة»، إذ إن الجانب الأميركي يدرك أن الأمور لن تكون سهلة بحسب تعبيره، لافتا إلى أن الطريق الوحيد للحل هو المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين مهما كانت صعبة، إلى حين خروج الطرفين باتفاق على حد زعمه.
وفي سياق الإغراءات الأميركية لتمرير الصفقة، اعتبر غرينبلات أنه من الممكن إعادة افتتاح مكتب تمثيل لمنظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن حال انخراط الفلسطينيين في المفاوضات، وأنه بإمكان الفلسطينيين التواصل مع البيت الأبيض مباشرة دون المرور بالسفارة الأميركية بعد إغلاق القنصلية الأميركية العامة في القدس المحتلة.
وقال: بشأن إغلاق القنصلية، تقع علينا مسؤولية تجاه دافعي الضرائب الأميركيين، إذا كانت لدينا بعثة دبلوماسية في القدس لأننا اعترفنا الآن بأن القدس عاصمة لإسرائيل، فإن وجود بعثتين دبلوماسيتين في القدس هو مضيعة لمال دافعي الضرائب الأمريكيين. إذن ما فعلناه هو أننا أنشأنا وحدة للشؤون الفلسطينية في السفارة، وهي نفس المجموعة من الأشخاص الذين لديهم نفس المعرفة عن التعامل مع الفلسطينيين وهي موجودة في نفس المبنى، وحدث الاندماج في السفارة.. والصلة بين الحكومة الأمريكية والشعب الفلسطيني ستجري كما كانت من قبل.
وعند تطرقه إلى الخطة الاقتصادية من الصفقة التي طرحت خلال مؤتمر البحرين الشهر الماضي، أشار المبعوث الأميركي إلى أنها ليست نهائية، مؤكدا أهمية الحصول على ردود أفعال من جميع الأطراف المعنية بخصوصها، أي جميع البلدان ورجال الأعمال وغيرهم والقيادة الفلسطينية والفلسطينيين العاديين.
وأضاف: بشكل منفصل، نريد أن نتلقى ردود فعل من الفلسطينيين العاديين، لذلك سنقوم بتوجيه الدعوات، قد تكون هناك.. دعوة الصحفيين الفلسطينيين إلى البيت الأبيض أو مكان ما محايد، ونجعل فريقنا يقدم عروضا مباشرة إلى وسائل الإعلام الفلسطينية على أن تكون قادرة على مراقبة وشرح معنى الخطة للناس».
وادعى غرينبلات أن واشنطن لا تحاول فرض أي شيء على الفلسطينيين.. وقال: أنا أعلم أن بعض الناس على الجانب الفلسطيني يقولون إننا نحاول تصفية القضية الوطنية للشعب الفلسطيني، نحن لسنا كذلك.. وليس المقصود به شراء الفلسطينيين، لكننا نعتقد اعتقادا راسخا أنه دون خطة اقتصادية جادة لن يوجد اتفاق سلام ناجح.
وتجاهل المبعوث الأميركي أن إدارته تستثمر كل إمكانياتها وبلطجتها الدولية من أجل محاولة تمرير مؤامرة القرن بالقوة، بما يخدم أهداف الكيان الصهيوني، ويؤدي في النهاية إلى تصفية كل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، مستغلة بذلك حالة الخنوع التي تبديها بعض الأنظمة المستعربة، واللاهثة وراء تحقيق المشروع الصهيو أميركي حفاظا على ديمومة بقائها في السلطة، ولكن كل المؤشرات والمعطيات الميدانية والسياسية تؤكد بأن «صفقة القرن» لن يكتب لها النجاح في المرحلة القادمة، أو أي مرحلة مستقبلية في ظل تمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه المشروعة.