فجعبة بيدرسون يتوجّب أن تكون هذه المرة مملوءة بعنب سياسي مختمر يختلف عن سابقيه في مساعي الحل، كي لا تبقى في مرحلة مكانك راوح كسابقاتها، بشرط عدم التدخل في الخطوط الحمراء السورية المرسومة أو محاولة إدخال الألغام وحشر أنوف مساميرها من خلف الأبواب السياسية فهذا مرفوض سورياً وغير قابل للنقاش، خاصة وأن المرحلة الحالية حسمت وتحسم الكثير من الملفات وتعالج أخرى وترفع درجة التقدم في مستويات عدة، حيث مكافحة الإرهاب وليس مداورته أو تكريسه بطرق التفافية مبهمة، هو ما يجب أن يكون وما يجب أن يكون مستحضراً في مساعي الحل وفي المحادثات والنقاشات بعد أن أصبح من المُسلّمات الواضحة الحاضرة دائماً على الطاولات وفي الرسائل المباشرة وغير المباشرة، وليس من المنسيات كما يتوهم الغرب، حيث يحاول اقتناص ولو طرف واحد منه ولكن الخيبة تلاحق داعم الإرهاب ومشرّع العدوانية الصهيونية في كل زاوية يحاول التكور فيها.
من الإصرار على تحرير إدلب من الإرهابيين كما كان الإصرار في تحرير من سبقها ستكون الحلول، الميدان سيكون أسرع فيصلاً بخطا الحل من الخطوات الأممية المثقوبة، بعد أن ربطت مبعوثيها بجلدها الأميركي وعقله العدواني وقيدتهم بسلاسلها المتماهية مع الإرهابيين باستهداف سورية، لكنها لم تستطع منع الجيش العربي السوري من دك تلك الأسافين ومستودعاتها ومستنقعاتها والعمل على تجفيف طحالبها الوهابية الدموية وإجبار بعض ذئابها على العودة من حيث أتت.
أكثر من نصف سنة مرت من عمر مهمة بيدرسون، لكن لم تطرأ عليها متغيرات قوية أو تحدث مفعولاً ما في دائرة الحوار، حتى أنها لم تلق بأي تأثير على الشارع السوري، بما يبدو أنها ستبقى صعبة في إحداث أي اختراقات في ظل هذا الدعم المستمر للإرهابيين من قبل الأصلاء.. هنا فقط إرادة النصر السورية على الإرهاب هي من تحل المعضلات وتسقط ضرباتها معادلات العدوان، فشوكة أردوغان الإرهابية تتكسر وتتساقط أسنانها وهناك من يلاحقه المشهد ذاته.