والمنافسة بين القراء واشتمام ورود الإبداع وتقدير أهمية هذه العبارة «اقرأ معنا»..
فعندما نسمع لحن قولها نعرف أن هناك دروباً من الرقي يجب السير عليها يجب الوقوف على ضفتي نهرها الأغر, حيث روافد الجمال المعرفي الأسمى والأرقى, وحيث الاهتمام بذاك الشيء الجوهري الأبقى..
بذاك الزبد والموج وعالمهما الأرحب, ولغتهما الأجمل..
أي لغة الكتاب الورقي والعودة إليه, العودة إلى روضه الغناء من حيث الشكل والمضمون, من حيث قيثارة الكلمة الجميلة والعزف على أوتارها, العزف على مبدأ «كتابنا نحن».. من يقرأ معنا الآن.. من يشاركنا العبور إلى صفحات الروايات القديمة الجديدة.. من يُفضل لغة الثقافة على مغريات هذا العصر.. من يهتم بتلك الكتب على اختلاف أنواعها وتنوعها..؟
وبذاك التفكير القزحي الألوان الذي يمكن أن ينير عقولنا ؟
ينير كل أوقاتنا ويجعلها كتاباً مفتوحاً على كل الاحتمالات
وهنا نعي احتمالات تطوير الذات أولاً.. أوالتنشئة الثقافية المُثلى.
«التنشئة المُثلى» التي تقوم بتنوير العقول, وعلى التشجيع لمثل هكذا مبادرات ثقافية تعني الكثير.. وتُشكل خطوات ثقافية لا يُمكن إلاّ المضي على دربها والاستنارة بوهجِ ما يخصُّ الكتاب.. بوهج عوالمه الخاصة, عوالمه التي تُشبه فيما تشبه البحر الغني بثراء لا مثيل له, حيث الثراء المعرفي الذي ينسابُ عذوبة ً ثقافية..
وحيث الوقوف على نافذة الإبحار والإشراق الورقي, أوالإشراق الفكري الموجود بين دفتي كل كتاب وبين الحلم الأسمى الذي يُبنى في مقتضى أمره, الحلم الذي يأتي إلينا كطائر فينيق ينتفض من بين جمرات العقول, ويُجدد تألقها «ذاك التألق المرتبط به بشكل أوبآخر..
التألق الذي يرتبط بعادة القراءة, والاعتياد عليها.. ومحاولة الوقوف عند دانيات قطوفها, دانيات جمالها الأمثل.. الذي يمتد إلى نفوسنا نحن, إذ قطفنا عن وارفات أغصانها.. وظلالها الوارفة, ظلالها الباسقة علماً ومعرفةً وثقافة..
وهنا تستحضر إلى الأذهان ضرورة الاهتمام بظاهرة وتظاهرة «اقرأ معنا» أي المشاركة بما نقرأ ونفكر.. والوقوف عند التقييم والنقاشات لتلك القراءات المشتركة..
وحول كتاب ما, وحول رواية قد تكثر الرؤى والآراء حولها, ويُخلقُ هنا جمال آخر من التفاعل الثقافي.. وهذا يصح تماما على مبادرة «اقرأ معنا» في طرطوس.. هذه المبادرة الهامة التي تساعد على تنشئة جيل طفولي مُثقف أوعلى الأقل.. يهتم بالكتاب ويعي أهميته وحقيقة قيمته..
هذه المبادرة التي تحمل العديد من العناوين التي تُشجع على القراءة بشكلٍ أوبآخر, فهناك ماراثون القراءة «أي القراء الصغار».. وهذا بحد ذاته بادرة ثقافية نتمنى أن تنتشر هذه الظاهرة وينتشر بالتالي عبيرها الفواح, ينتشر شذاها إلى المدى الذي تصبح القراءة عادة يومية مستحبة لدى الجميع..
وفي النهاية نقول «اقرأ معنا».. اقرأ معنا.. اقرأ من أجل الارتقاء, الارتقاء الفكري أولاً.. ومن أجل أن نلتقي عند سموّ الكلمة, عند عطرها الوهّاج, عطر الحروف الجميلة..
وهنا لا بد من توجيه الشكر لكل القائمين على هذه المبادرة.. ولكل من يؤمن بأن الثقافة هي ذاك المفتاح العظيم للارتقاء بالأوطان.