اذ طالما اكدنا ان الاسرة هي الخلية الاساسية في المجتمع دون ان نعطي ركائزها(الاب و الام) الاهتمام الكافي والمطلوب .واقصد هنا التمييز الذي تعاني منه المرأة العربية داخل اسرتها وصولا الى جميع مؤسسات المجتمع.فهل تستطيع ركيزة مخلخلة ان تبني اسرة قادرة?
في السابق بني تقسيم العمل تقليديا في الاسرة العربية على الترابط بين المرأة والرجل فتعتمد المرأة على الرجل في تأمين الاحتياجات المادية للمنزل و الاسرة و يعتمد الرجل على المرأة في تأمين الخدمات المنزلية,غير ان هذا الترابط يتراجع و ليس امام الاسرة خيار فيه و ان كان عمل المرأة يطرح في السابق كاختيار فانه في سنوات الفقر هذه ضرورة اجتماعية كلقمة العيش .وان كان في السابق يمكن للاب ان يتنصل من مسؤوليته الوالدية في تربية الابناء فانه لن يستطيع ذلك اليوم مع كل هذه المتغيرات التي تعصف بحياتنا و لاتترك لنا مجالا للتريث او التردد, بل تدفع وبقوة لتشارك الجميع بوجه ما تتعرض له الاسرة من هزات ,وتدفع بقوة لرفع الظلم عن المرأة و ايقاف التمييز ضدها,وحتى معاملتهامعاملة خاصة لانه في البداية المساواة غير متوفرة بينها وبين الرجل بمعنى الشعور بالعدالة الذي يجب ان يظهر في كل ما يتصل بالعلاقة بين الرجل والمرأة ,واذا اخذنا مثال هنا عن الدور الانجابي اي الذي يتصل بتربية الاولاد والانجاب وتساءلنا من يتحمل الاعباء الجسدية والنفسية و من يقرر في مسألة الانجاب سيظهر عدم الانصاف داخل البيت لتكرس لاحقا خارجه لجهة ندرة الخدمات الاجتماعية التي تخفف من اعباء الام اي هل الوضع الاقتصادي للاسر ملائم ,هل رياض الاطفال متوفرة بما يعطي الاحتياجات,هل الخدمة الصحية بالمستوصفات من حيث الدوام ونوعية الخدمات تحقق المطلوب منها ونوعية التعليم هل تناسب وضع الام?وهل تخطيط الاحياء داخل المدن لصالحها?
فاذا كان حديثنا عن تمكين الاسرة وركائزها اي المرأة والهدف تحقيق انسانيتها واشراكها في الحياة العامة وتعيينها في المناصب العليا فان الاهم تعزيز مكانتها في الاماكن الاقل حظوة أي التي لها اتصال مباشر في حياتها اليومية.