تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مخرجون .. ونقاد... بين المديح والتقريظ !

ثقافة
الثلاثاء 6/12/2005م
لينا هويان الحسن

علاقة لدودة تعتمد على مناورات المديح والتقريظ تارة وتسليط الضوء على السلبيات تارة اخرى.. بكل الاحوال يظل النقد واقعا صريحا يواجه العمل الفني ..بل وكأن النقد قدر مفروغ منه .. ينتظر .. يتربص..

وكما قال احدهم عن الناقد العالمي جون سيمون : (يبدو انه يسعد بلقبه: الناقد الذي تحب ان تكرهه) وعلى حد اعتراف او تصريح هيتشكوك ذاته :‏

( اذا خذل النقاد مخرجا فان ملجأه الاوحد هو البحث عن التقدير لدى الجمهور بالطبع) ولهذا توجد في هوليود مقولة : لا يمكنك ان تأخذ مقالا نقديا الى المصرف .. ولهذا تستعين بعض المجلات بالنقاد الذين لا تهمهم السينما ولكنهم يستطيعون الكتابة عن الافلام بطريقة متواضعة تعجب القراء وتجذبهم الى شباك التذاكر..‏

وربما لأجل ان يهون وقع النقد-محليا- على سمع البعض خطر لي ان اسوق بعض الامثلة على مبدأ ( من يشاهد مصيبة غيره تهون عليه مصيبته).‏

نقاد أم قضاة?!‏

(اليوم اجد نفسي اتخذ موقفا مهذبا , بل وودودا تجاه قضاتي) هكذا يعترف انغمار برغمان عندما تقدم به العمر ويتابع اعترافه بقوله:‏

( فذات مرة وجهت ضربة لأحد النقاد فسقط على الارض وسط حاملات النوتات الموسيقية, وبعدها دفعت مبلغ خمسة آلاف كرون غرامة... كنت اعتبر الامر اهم من النقود..).‏

وبعد سنين قابل برغمان ذلك الناقد مصادفة وشاهده في امسية ربيعية اما ماذا كانت ردة فعل برغمان ازاء ذلك الناقد فإليكم: ( في ردة فعل لحظية فكرت ان اتوجه اليه واصافحه, بوسعنا ان نتصالح بعد هذه السنوات.. اننا هادئون الآن أليس كذلك? لماذا يجب ان يستمر احدنا بكرهه للآخر بعد تلك الضجة? لكنني سرعان ما تراجعت عن فكرتي ثمة عدو قاتل يقف امامي, يجب ان ادمره.. يجب ان أرقص فوق قبره وادعو له بأبدية خالدة في الجحيم حيث يستطيع ان يجلس ويقرأ مقالاته?!)‏

جون سيمون وصف اشهر افلام برغمان على طريقته فقد قال عن فيلم ( ساعة الذئب) بأنه فشل محبط ومع ذلك اعترف قائلا عنه كمخرج ( ان امتياز برغمان يكمن في كماله )..‏

احد النقاد قال عن فيلم لغودار: ( انه استهتار منحرف بالمشاهدين ومحاولة صبيانية لسبر الاغوار دون طائل) وعندما اعلن الناقد ساريس بأن موقع غودار يمكن مقارنته بمواقع سترفنسكي وبيكاسو وجويس واليوت فأجابه جون سيمون بقوله: (قد يكون المكان الوحيد الذي يمكن فيه مقارنة موقع غودار بالأربعة الآخرين هو مقعد دورة المياه, لكن مما يرثى له ان غودار يأتي بأعماله من هذا المكان ايضا ) ?!?‏

ربما لهذا وصف جون سيمون بأنه (كاره محنك)!.‏

رغم ذلك اعترف غودار بقوله : (اننا مدينون للنقد وندين له ايضا فهو يعلمنا ان نجعل هناك مسافة تفصل بيننا وبين افلامنا ويعلمنا عدم تكرار شيء سبق لنا ان قمنا به من قبل) .‏

اما فرانسوا تروفو فيؤكد انه لا يوجد صانع افلام يحب النقاد مهما كانوا مجاملين له انه يحس دائما ان ما قالوه عنه ليس كافيا او انهم لم يقولوا في حقه اشياء جميلة بطريقة مشوقة..‏

وفيتوريو دي سيكا اكد بأنه ( لا أتأثر بالنقاد ولا احترمهم واستمر في طريقي سواء أكنت مصيبا ام مخطئا لا اثق الا في ضميري واحاسيسي).‏

اما بصدد نقد وجوه واجساد الممثلين-وهذا غير متوفر لدينا لأنه غير مقبول ابدا - فان تاريخ هذا النوع حافل بأكثر اشكال النقد غرابة طرافة وفجاجة احيانا فها هو احد النقاد يقول عن وجه جودي جارلاند في احد افلامها : قد صار وجهها كوجه طفل مخيف, وقوامها يشبه انبوبة معجون الاسنان العملاقة التي لا قت الكثير من الضغط والعصر فأخذت شكلا لا يستطيع حتى أكثر المهندسين براعة تحديد ملامحه)?‏

وقيل عن الممثل ( ولترماتاو) انه كلب مطاطي من نوع البولدوج.. اما الممثلة ايس بيروسون فلها وجه قبيح وجسد مربع الشكل وساقان قبيحتان واصابع غليظة اما الممثلة آن رياز مسكي ( فوجهها يشبه وجه الحصان واسنانها كأسنان الأرنب) اما رأس الممثل (يورك) فيشبه رأس الفأر الاشقر..‏

تخيلوا لودرجت موضة هذا النقد لدينا برأيي الشخصي سيحال معظم نجومنا على الاقل المخضرمين والمزمنين الى التقاعد ولو بشق النفس..‏

وستستبعد الكثير من الوجوه الجديدة التي وصلت فن التمثيل بسبب عضلات الاب والام حيث اصبح طابع الوسط الفني ( عائلي - قبلي- شللي) وغابت الغربلة المفترضة بسبب محسوبيات صلة القربى?‏

وبسبب هذا النوع من النقد حتما حفل الفن السابع بتحف سينمائية سواء على مستوى الافلام او النجوم وسلط الضوء على الوجوه الملائمة بعيدا عن الفبركة لهذا وجوه هوليود الجديدة كاملة على طراز انجلينا جولي.. وغير مسموح بالابتذال .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية