تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بمشاركة خبراء من 17 دولة عربية ... قضايا المياه وتأثيرها على التصحر والتنوع الحيوي

دمشق
محليات
الثلاثاء 6/12/2005م
ف.م

بمشاركة خبراء من 17 دولة عربية وعدد من المنظمات العربية والدولية بدأت امس حلقة حوار حول قضايا المياه

وعلاقتها بالتصحر والبيئة والتنوع الحيوي وتستمر ثلاثة ايام ينظمها المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والاراضي القاحلة اكساد والبنك الاسلامي للتنمية وبرنامج الامم المتحدة للبيئة المكتب الاقليمي لدول غرب اسيا.‏‏

وقال الدكتور فاروق فارس مدير عام اكساد اصبحت المياه العذبة من اخر المشاكل التي تواجه العرب وتستدعي تنسيقا وتعاونا فوريين بين البلاد العربية فالمياه اضحت قضية اقتصادية وسياسية واجتماعية وتمتد لتصبح مصدرا محتما لاحتدام الصراع حول مصادر المياه العذبة وعلى الرغم من كل الجهود التي بذلت ولاتزال تبذل من قبل الدول العربية والمنظمات العربية والدولية فإن حل المسألة المائية لايزال بعيد المنال.‏‏

ففي مطلع الالفية الثالثة لايزال اكثر من ثلث المواطنين العرب يفتقرون للمياه الصالحة للشرب فضلا عن استيراد الوطن العربي لمايزيد عن نصف غذائه ولقد سبق ان اكد مؤتمر استكهولم حول المياه العذبة في العالم عام 1982 ان المياه العذبة ستأخذ موقعها الى جانب مصادر الطاقة الاخرى كقضية سياسية اساسية في غضون عقد التسعينات وان منطقة الشرق الاوسط ستكون الاكثر حساسية في هذا الشأن وواقع الامر ان هذا التنبؤ اضحى حقيقة معاشة ترزح المنطقة تحت وطأتها وباستثناء تركيا ولبنان فإن بلدان المنطقة كافة تواجه وستواجه عجزا مائيا متصاعدا في المستقبل القريب المنظور وهذا ماسيفضي الى حتمية احتدام الصراع على مصادر المياه.‏‏

وخلص الدكتور فارس الى انه يتحتم على المنطقة ان تواجه هذا العجز المائي بمجموعة متنوعة من الخيارات التي تستند في جوهرها على مبادئ التنمية المستدامة للموارد المائية المتاحة استعمالا وتطويرا وبحثا عن مصادر بديلة متجددة مجدية اقتصاديا وقويمة بيئيا ضمن اطار ادارة متكاملة لهذا الموارد بما يحقق الامن الغذائي الذي يكفل بدوره امنا غذائيا للمنطقة الا ان السؤال الاخطر في الامر هو متى ستبدأ المنطقة فعليا في مواجهة هذه القضية والتصدي لعقابيلها الكارثية المدمرة.‏‏

واستطرادا يمكن القول دون مبالغة بأن الحديث عن التنمية المستدامة يغدو وهما وسرابا خادعا ان لم تعد العدة للتصدي الفوري للمشكلة ضمن برنامج زمني دقيق يتفق ومعدلات النمو السكاني المتوقعة مع الاخذ في الاعتبار العجز التراكمي الحالي والعجوزات المستقبلية غير المنظورة الخارجة عن السيطرة والناجمة عن ظاهرة الدفآن العالمي وتغير المناخ وتدني نوعية المياه نتيجة تكرار استعمال المصادر المائية المتاحة وتدويرها عبر تقانات غير قويمة بيئيا.‏‏

واذا اضحت اليوم ازمة المياه العذبة هماً يشغل العالم برمته فقد اصبح التصحر وتغير المناخ ودورات الجفاف وتدهور الاراضي وتلوث البيئات الارضية والمائية وانحسار العديد من الانواع الحية على سطح كوكب الارض الشغل الشاغل لجميع الاوساط العلمية والسياسية على حد سواء ولانجانب الحقيقة اذا قلنا ان مشكلة العوز المائي وتلوث المصادر المائية السطحية والجوفية ليست الا نتيجة طبيعية للسلوك البشري غير الرشيد في استعمال الموارد الطبيعية المتجددة من تربة ومياه ونبات وحيوان وغير متجددة من ثروات معدنية ونفطية.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية