تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


إعادة إحياء مسعى توسيع مجلس الأمن

واشنطن
من رولاند فلاميني - يو بي أي
عربي ودولي
الثلاثاء 6/12/2005م
خلال زيارته الى الامم المتحدة احدث وزير الخارجية الالماني فرانك -والتر شتاينمير مفاجأة بقوله ان الائتلاف اليميني اليساري الجديد لم يتخل عن الحملة من اجل الحصول على مقعد دائم لالمانيا في مجلس الامن الدولي . واضاف شتاينمير انه يعتقد ان الالمان تخلوا عن مسعاهم لتوسيع مجلس الامن لكن الامر (يبقى سياسة حكومية).

وكانت تصريحات شتاينمير مفاجئة, اولا لانه كان يعتقد على نطاق واسع ان المستشارة المحافظة الجديدة انجيلا ميركل متحمسة قليلا لمتابعة السعي نحو تحقيق طموحات سلفها غيرهارد شرودر للحصول على مقعد دائم في مجلس الامن. يوجد حاليا خمسة اعضاء دائمين في مجلس الامن :الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا والصين وفرنسا. ثانيا ,وبالرغم من تداول الجمعية العامة لمسالة توسيع مجلس الامن في تشرين الثاني الماضي , فان الموضوع بدا شأنا ميتا, ودفن تحت الخلافات الداخلية على المعادلات المتناقضة ,ومعارضة الولايات المتحدة.‏

خلال النقاش قدم السفير الهندي لدى الامم المتحدة نيروبام سين اتهاما مذهلا بان (العضو الاكثر قوة) (أي الولايات المتحدة ) يعارض اعادة تقديم قرارات ازاء توسيع المجلس لان الدول الطامحة الى ذلك (قضمت قضمة لا تستطيع مضغها). هذه الدول هي اليابان والمانيا والبرازيل والهند التي تشكل مجموعة الاربعة ,والمجموعة الاخرى التي تضم دول الاتحاد الافريقي .‏

لا شك في ان صيغة ال 15 عضوا في مجلس الامن قد باتت قديمة وبحاجة الى التوسيع ,لكن محاولة لاطلاق توسعة هذا الصيف اصطدمت بتشديد ادارة الرئيس جورج بوش على ان الاولوية يجب ان تعطى لمواضيع اهم في اصلاح الامم المتحدة ,مثل اعادة الهيكلة المالية والادارة واعادة تنظيم مفوضية حقوق الانسان . وكل ما استطاع الامين العام للامم المتحدة كوفي انان انقاذه في موضوع التوسعة هو (الاذن) بتقديم تقرير عن التقدم في الموضوع في كانون الاول.‏

لكن أي تقدم ?تساءل المبعوث الخاص لنيجيريا سولا اوغونبانو ,الذي قال ان الرئيس النيجيري اولسيغون اوباسنجو ورئيس الاتحاد الافريقي الفا عمر كوناري يعملان معا من اجل انطلاقة سريعة للعملية. واضاف (الدول الافريقية تريد العودة الى الطاولة لدفع ما يمكن تحقيقه دبلوماسيا, وحتى الان فان الرغبة السياسية لا يمكن تحقيقها).‏

ويدعو اقتراح مجموعة الاربعة الى اضافة اربعة مقاعد دائمة ومقعد واحد غير دائم وللوصول الى هدفهم على الدول الاربع التخلي عن حق النقض (الفيتو) الذي تتمتع به الدول الخمس الدائمة العضوية حاليا. ويدعو الاقتراح الافريقي الى اضافة عضوين دائمي العضوية,بالاضافة الى اربعة مقاعد غير دائمة العضوية ,مع اصرار الافارقة على حق النقض الممنوح للدول الحالية.‏

وهناك مجموعة ثالثة تطلق على نفسها متحدون نحو اجماع وتضم دولا مثل ايطاليا وباكستان وكولومبيا والارجنتين ,تدعو الى عدم اضافة أي مقاعد دائمة العضوية, لكن المجموعة تطرح تغييرات اخرى على المقاعد غير الدائمة ,مثل السماح للاعضاء باعادة تعيينهم وفترات انتداب اطول.‏

وقال مسؤول هندي في واشنطن ان مجموعة الاربعة تستعد لاعطاء دفع جديد للحملة. في الوقت نفسه قال مستشار للامين العام للشؤون السياسية الخاصة (الامين العام يظل ملتزما بدفع الموضوع الى الامام. الدبلوماسية الخلاقة ستدفع معارضي الاصلاح نحو تفسير لماذا يجب استثناء افريقيا من المجلس ,او المساعدة على التوصل الى تسوية تاريخية ازاء التوسيع).‏

وقال مسؤول اميركي يوم الخميس الماضي ان الموقف الاميركي لم يتغير منذ قمة الامم المتحدة عن الاصلاح المؤسساتي في ايلول الماضي. هذا الموقف ما يزال : واشنطن ستدرس اضافة اليابان كعضو دائم العضوية في وقت ما في المستقبل ,ولكن ليس الاعضاء الثلاثة الاخرين في مجموعة الاربعة. بالتالي هل هناك أي نقطة لتجديد الجهد ?. الدول التي تدعم التوسعة تريد اظهار بعض الفعالية قبل ان يكتب انان تقريره الى مجلس الامن. بهذه الطريقة يمكن للامين العام ان يكتب عن استمرار الاهتمام - ولا يمكن لادارة بوش ان تقول ان المسالة ماتت.‏

اثار شتاينمير موضوع التوسع مع انان ,ولكن ليس في اجتماعه اللاحق مع نظيرته الاميركية كوندوليسا رايس. قد يكون حماس ميركل لحملة حصول المانيا على مقعد دائم قليلا وذلك كمسألة هيبة وطنية ,لكن مع اصرار شرودر- فهو جزء من اتفاق التحالف بين حزبها المسيحي الديموقراطي وحزبه الاشتراكي الديموقراطي .لكن يجب الانتظار لرؤية ان جهود مجموعةالاربعة هي لاثبات وجودها على الارض ام انها مستعدة لاستهلاك رأسمال سياسي?.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية