|
فضائية جديدة فضائيات من حيث المبدأ فإن أي قناة تلفزيونية جديدة خاصة إذا كانت وطنية وبخصوصية أكثر إذا كانت رسمية تشكل إضافة جديدة للإعلام هذا بصورة عامة ولكن يبقى السؤال...ماذا يمكن أن تضيف هذه القناة الجديدة? سؤال يحمل مشروعيته لعدة أسباب منها: أن القناة الجديدة ستخصص للبرامج السياسية والاقتصادية بينما سوف تخصص القناة الفضائية الحالية لبرامج الأسرة وغيرها من البرامج المنوعة وهذا يعني أن القناة الجديدة سوف تنافس العديد من الأقنية الفضائية المتخصصة في هذا المجال مثل الجزيرة والعربية وغيرهما . السبب الثاني أن هذه القناة ستقف بين نحو مئتين وخمسين قناة فضائية تبث باللغة العربية حاليا ولا يستطيع المشاهد فيما إذا تابع الشاشة الصغيرة لمدة أربع وعشرين ساعة متواصلة أن يمر عليها مرور الكرام وهذا يعني أن القناة الجديدة يجب أن تمتلك مواصفات عالية المستوى حتى تستطيع المنافسة. فهل ستستطيع القناة الوليدة منافسة هذه الأقنية الكثيرة التي أصبح بثها يملأ الفضاء على رحبه, لا بد لنا أن نعترف ومن خلال الفضائية السورية الحالية أن الخطاب الإعلامي فيها لم يستطع أن يرتقي إلى مستوى الخطاب الإعلامي للأقنية المماثلة المنافسة على الصعيدين المهني والفني وكذلك على صعيد السرعة,من خلال التركيبة الإدارية للتلفزيون العربي السوري وكثرة الرقابة فيه وعدم قدرة أي مفصل على اتخاذ القرار السريع. هل ستستطيع القناة الوليدة أن تكون لها هوية خاصة مستقلة عن الفضائية الحالية وعن القناة الأولى ? في الواقع..ليس للقناتين الأولى والفضائية هوية تميز إحداهما عن الأخرى لأن نفس المذيعين والمذيعات يقدمون برامجهما ونفس المعدين ونفس المخرجين يعملون فيهما وحتى يكون للقناة الجديدة هويتها المتميزة يجب أن يكون لها طاقمها الخاص من المذيعين والمعدين والمخرجين لأن الإنسان الواحد الذي يعمل في قناتين لا يستطيع أن يفكر بأسلوبين وأيضا يجب أن تكون لهذه القناة إدارة مستقلة تتمتع بتفكير خاص ومستقل عن القناتين الحاليتين. قد نكون بحاجة إلى قناة سياسية واقتصادية تسوق وجهة نظرنا ورؤيتنا في هذين الجانبين لكننا بحاجة أيضا إلى قناة ثقافية تصدر موروثنا الحضاري والأدبي والفني والفكري وتروج له. فهذا الذي يجهله العالم عنا على الرغم من غناه وعن طريق الثقافة والفكر والفن يمكن أن نستميل العالم إلينا.
|