لقد وجدت تلك الدعابات منذ أقدم الأزمنة لترسم الابتسامات على الوجوه, وتطلق الضحكات من أعماق القلوب. وتسعد الكبار والصغار, وتبهج النساء والرجال, دون أن تحيد عن هدفها في النقد والإصلاح الاجتماعي.
إن حضور البديهة شرط أساسي من شروط الدعابة يبرز في أدبيات الكتاب الساخرين, ومازلنا نعتقد أن هذه الحالة من توقد الذهن, والذكاء اللماح في إطلاق حكم صائب, والانتباه إلى علاقة بين موضوعين أو الربط بين موقفين, وقول ما يجب أن يقال في اللحظة المناسبة,هو موضوع لم يدرس تماماً ولا شك في أن حضور البديهة ليس إضافة مصطنعة في آثار هؤلاء الكتاب, وما علينا إذا أردنا التأكد مما نقول إلا أن نقرأ قصص تشيخوف أو موباسان لندرك أن حضور البديهة هو جزء لا يتجزأ من عبقريتهم الأدبية وليس سمة مفتعلة أو تذوقاً ملفقاً لنصوصهم, بل نحسه في صميم آثارهم, ونسيج حوارهم, يرتبط بطريقة جدلية بمحتوى وأهداف قصصهم ورواياتهم ومسرحياتهم.
(الفكاهة البلغارية) داميان باريناكوف