|
|
محاكمة بيغن.. في القبر صفحة ساخرة إضافة إلى ترجماته من الأدب الروسي والفرنسي, كتب الشعر أيضاً, لكن كثيراً من شعره كان ضاحكاً أو هجاء, وله باع في المسرح أيضاً, فقد كتب عدة مسرحيات, قدم له المسرح القومي بعضها. أغمض حسيب كيالي عينيه في الإمارات العربية, مدينة دبي حيث أمضى أعوامه الأخيرة مستشاراً أدبياً في التلفزيون والإذاعة وكانت وفاته صباح الثلاثاء 6 تموز 1993 وهذا النص هو تمثيلية قصيرة, كانت آخر ما كتبه الأديب الكبير ونشرت بعد وفاته في صحيفة (البعث) في 27-10-1993 وفيها يتخيل محاكمة مناحيم بيغن,السفاح الصهيوني بين يدي الملاكين, أنكر ونكير. *** من محضر حساب مناحيم بيغن في القبر ليلة هلاكه وبداية رحلته إلى سقر.. أنكر: أجب. بيغن (تصطك ركبتاه): ما فهمت سؤالكم سيدي. نكير: الأن أصبحت مهذباً يا قاتل! يقول لك أخي أنكر (أجب) عن السؤال الذي وجهه إليك. بيغن (متبالها) السؤال أي سؤال يا مولاي? نكير: هل كنت تؤمن وأنت في الدنيا بالحساب والحشر والنشر يا خاسر يا عدو الدين? أنكر: (على حدة, لنكير):نكير, لا تعد إلى مخاطبته بمثل هذه النعوت, خاسر, عدو دين.. هؤلاء يهود ملاعين, بكرة يدعي أننا كنا منحازين ضده في أثناء التحقيق. (يخاطب بيغن) أجب بسرعة, ياميت عندنا اليوم كفار وظلمة كثيرون مثلك علينا أن نأخذ إفادتهم قبل آذان الفجر. بيغن (يتأتىء, إما لإزدياد خوفه و لكسب الوقت). والله ياسيدي, يعني, أ.. أ..أنا. نكير: ما فيه هنا نحن, ويعني سيدي, أجب عن السؤال: هل كنت تؤمن أولاً? بيغن: في ديننا, مثلما تقول الوصايا العشر التي حوت كل شيء وأجابت عن كل سؤال.. أنكر: من فمك أدينك: أول الوصايا العشر. (لاتقتل) أليس كذلك? بيغن: بلى وأبوس رجلك لا تضربني, ذلك أن جسمي ضعيف, من يوم كامب ديفيد لحقني المرض. نكير: مادامت أولى وصايا الرب:(لا تقتل) فكيف مرغتها والتسع الباقيات يامصاص الدماء? أنكر: نكير! نكير(مستمراً)... كيف مرغتهن بالوحل واستحللت دماء الناس أجمعين مؤمنين وأهل كتاب? بيغن:سيدي, البنتاتوك (الأسفار الخمسة)التي أنزلت على موسى أحلت لنا دماءهم. نكير: اخرس قطع الله لسانك بسكين من غسلين, إياك أن تذكر التوراة على لسانك بعد أن حرفتموها يا... بيغن: قل عنا إننا أوباش سيدي, إلعن سنسفيل أجدادنا, ولكن أبعد هذه الأرزبة التي تتحسسن بها ضلوعي الله يوفقك. نكير:سأبعدها وأقرب منك ماهو أفظع (يصرخ) ياغضب. (يدخل ثعبان هولة له جسد ثعبان ولكنه يمشي على قدمين ورأس نمر). غضب: مولاي أبو النكر يأمر. نكير: اشحط لي هذا الصهيوني القاتل. غضب: إلى أين سيدي? نكير:إلى سقر للتو.غضب مئة خدمة مثل هذه سيدي. -ستار-
|
||||||||||||||||||||||||||||||||
