فلم يعد هذا العرس بتكوينه وهدفه ومبرراته يقتصر على فئات محددة ومن ولون اجتماعي واحد فيما يخص الشرائح الفقيرة المتعددة الأحجام والأوصاف وفق عناوين الدخل المحدود ومداخيل من يعمل في القطاعات الخاصة والعامة والمشتركة.. ناهيك عن الانخراط في العمل الأهلي والتطوعي من خلال الجمعيات والمنظمات والمؤسسات المجتمعية المختلفة.
فقد تبددت الأحوال وتغيرت الرؤى وتعدل مزاج المساعدة فأصبح الهم الوطني الذي نعيشه بكل تداعياته يطغى على كل الاهتمامات والأحلام والطموحات التي كنا نرسمها على الخرائط الذهنية ننفذها في الواقع حسب الإصرار والمثابرة والاجتهاد ولنقطف تعب الغد ونجني ثمار المستقبل.
ولعل أجمل الثمار التي تبلسم جراحنا اليوم هي حصيلة عطاءات وإنجازات دماء الشهداء وبطولات الجيش العربي السوري الذي ستتوج إنجازاته الكبيرة في الميدان انتصاراً مؤزراً بإذن الله يليق بتضحيات السوريين وصبرهم، وخاصة عوائل المقاتلين وذوي الشهداء ومن خلفهم المجتمع بكل خصوصياته.
وبالتالي عندما يقام بين الفينة والأخرى عرس جماعي لأبناء ذوي الشهداء والقوات المسلحة لاشك أنه تأكيد على استمرار إرادة الحياة وبدعم شركات ومؤسسات مجتمعية أصبحت معروفة بإمكانياتها وقدراتها ودعمها المنظم والمستمر في هذه الظروف الحرجة لما يجب أن يدعم ويبلسم الجراح المثخنة، وبالتأكيد ليس الجانب المادي الذي يحقق لوحده حالة الشفاء المعنوي والتخفيف من الآلام، بل هو وقوف العاملين والقائمين على إنجاح وإحياء هكذا نشاطات في مساحة من الدعم المعنوي والنفسي والبشري الذي يقوم على التقدير والاحترام والإكبار للجهود التي يبذلها أبناء قواتنا المسلحة الذين غادروا أحبتهم وراحتهم.. حيث الواجب المقدس في الدفاع عن شرف الوطن وكبريائه ضد كل من حاول ويحاول النيل من سيادته واستقراره.
وفي هذا الإطار لم تبخل شركة سيرتيل بتقديم الدعم تلو الآخر لهذا النوع من المبادرات والنشاطات الاجتماعية فهي التي عودتنا على تقديم العون والدعم في المجال التقني والعلمي للشباب الجامعي وللمسابقات العلمية البرمجية للعقول السورية التي أبدعت داخل الحدود وخارجها، من خلال التعاون والتنسيق الجميل مابين التعليم العالي والجمعية العلمية السورية للمعلوماتية، حيث أصبحت هذه الشركة إلى جانب بعض المؤسسات والشركات الأخرى، من أهم الشركات الداعمة للنشاط الاجتماعي والعلمي في سورية.
وماشهدناه في الأشهر الأخيرة على مدرج جامعة دمشق يشير بوضوح إلى أن سورية بلد العلم والحضارة وكما هي رائدة بتراثها وتاريخها وعظمتها هي أيضاً كانت ومازالت رائدة في العمل الأهلي والتطوعي الداعم والمساند والمساهم في تلوين علاقات المجتمع بشكل إيجابي وناجح.
وماالاحتفال مؤخراً بزفاف 120 شاباً وشابة من ذوي الشهداء والقوات المسلحة من خلال عرس جماعي دعمته شركة سيرتيل إلا قوة دفاعية لتماسك أبناء المجتمع ولفتة كريمة تستحق التقدير لكل من أدخل البهجة والسرور إلى القلوب التي اكتوت بنار الحزن والألم على وطن عزيز استهدفته أعاصير الإرهاب والخراب والدمار، فكانت التضحيات الجسام من قبل أبنائه ليبقى الرأس السوري وقامته مرفوعة دائماً كعادته على مرّ الأزمان، مهما اشتدت رياح الموت وسمومها القاتلة..
مبارك لكل من تأهل ونال مراده في لقاء الأحبة، فالأسرة السورية سعيدة بكل أبنائها.