تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


في عصر الحريم ..

عين المجتمع
الاثنين 20-10-2014
منال السمّاك

ليست ذكريات عقود من غابر الزمان ، و لا من قصص كان يا ما كان .. حيث حريم السلطان و الجواري و السبايا و ملك الأيمان ، و لا نحن في عصر أسواق الرق و النخاسة حيث ُتعرض الأجساد و ُيفترش بالشرف و الكرامة ،

إلا أنها طقوس جاهلية يحييها على أرضنا أتباع سود الرايات ، و من أعلنوا نفيراً للجهاد بأجساد النساء تحت مسمى «جهاد نكاح « .‏

حيث طاب لأتباع أبي جهل المقام يُختزل كيان امرأة ب « حرمة « و نور علمها بشيطنة .. و لأنها سلعة و موطئ متعة أفتت محاكمهم الشرعية أن تكبل نون النسوة بقيود من جهل و أصفاد من ظلام لتكون حبيسة سواد الرداء و تخلف الأفكار ، و الويل لمن يتمرد على سطوة إرهابي جبان أباح زواجاً بالإكراه ، أو اغتصاباً جماعياً لقطيع الضباع و أمرائهم ممن تخفوا تحت قناع و لحية مجاهد في سبيل الله .‏

في عرفهم قد يصبح اسم امرأة وصمة إن قارب أنوثة أو نعومة و دلعاً ، و ربما عليها اقتناء اسم رصين بعيداً عن فتون و أشواق و نشوة ... ، و الموت ذبحاً من الوريد للوريد مصير محتوم لكل من مشت على خطا فطوم وولجت صفحات الفيسبوك ، أو انتعلت كعباً عالياً و كانت من هواة ارتياد الأسواق أو زيارة الأطباء من الرجال و لو للضرورة القصوى ، محظورات كثيرة خنقت نساء و فتيات في مناطق سيطرة الدواعش ، و كتيبة الخنساء للمخالفات بالمرصاد إنذاراً و تهديداً و جلداً و رجماً .‏

دون مشيئة نساء سوريات عايشن تحضراً و حرية عادت عقارب الساعة للوراء ، ليجدن أنفسهن سبايا في عصر جاهلي حيث شريعة الغاب ، بينما كن ممن يشار إليهن بالبنان كنساء خطين خطوات متقدمة باتجاه التمكين و المشاركة الفاعلة على الصعد كافة بما يتوافق و الدستور و التشريعات الوطنية ، فهل تلقى معاناة المرأة السورية آذاناً صاغية من ممولي الإرهاب و داعميه و ممن يتبجحون بحقوق المرأة .. أم سيبقى الصمم حاجزاً دون إيصال صرخة أنثى ؟ .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية