ومن حوادث اليوم الحادي والعشرين من رمضان سنة 203 هـ وفاة الإمام السيد علي الرضا بن الإمام السيد موسى الكاظم بن الإمام السيد جعفر الصادق بن الإمام السيد محمد الباقر بن الإمام السيد علي بن الإمام السيد الحسين.
وجاء في سير أعلام النبلاء أنه كان من العلم والسؤدد بمكان , واستدعاه المأمون إليه إلى خراسان وبالغ في إعظامه وصيره ولي عهده , لأنه نظر في بني العباس وبني علي رضي الله عنهم, فلم يجد أحداً أفضل ولا أورع ولا أعلم منه
وقيل إن علي بن موسى الرضا مات مسموماً , وقال أبو عبد الله الحاكم : استشهد علي بن موسى بسنداباد من طوس لتسع بقين من رمضان أي يوم الحادي والعشرين من رمضان سنة ثلاث ومئتين وهو ابن تسع وأربعين سنة رحمه الله.
هزيمة الفرنجة في تل حارم
في الحادي والعشرين من رمضان من العام الهجري 559 جرت وقعة تل حارم وكان العرب بقيادة السلطان نور الدين , وكان نور الدين قد حاصر قلعه حارم في سنة 551 هـ وهو حصن غربي حلب بالقرب من أنطاكية وضيق على أهلها, وهي من أمنع الحصون وأحصنها , فاجتمعت الفرنج من قَرُب منها ومن بَعُد وساروا نحوه لمنعه , وقد أشار أحد زعماء الفرنج عليهم بعدم منازلة نور الدين و بمماطلته ومفاوضته , ففعلوا وراسلوا نور الدين في الصلح على أن يعطوه حصة من أعمال حارم فأبى أن يجيبهم إلا على مناصفة الولاية, فأجابوه إلى ذلك, فصالحهم وعاد. لكن عينيه لم تفارق حصن حارم.
و عاد في سنة 559هـ وجمع العساكر, وسار نحو حارم فنزل عليها وحاصرها, وحشد الإفرنج وجاؤوا, وتقدم الإفرنج البرنس بيمند صاحب أنطاكية, والقمص صاحب طرابلس وأعمالها, وابن جوسلين وهو من مشاهير الفرنج وأبطالها, والدوق معهم وهو رئيس الروم, وجمعوا من الجند ما لا يقع عليه الإحصاء !! فحرض نور الدين أصحابه وفرق نفائس الأموال على شجعان الرجال , فلما قاربه جيشهم فك الحصار عن حارم مؤقتاً, وانسحب انسحاباً تكتيكياً حتى دخلتها قوات الفرنجة.
ثم التقى بهم وتقارب الجيشان, وكانت وقعة شديدة الوطأة على الفرنجة, فانقضت العساكر الإسلامية عليهم انقضاض الصقور على بغاث الطير, فمزقوهم بددا وجعلوهم قددا, وأكثر فيهم المسلمون القتل, حتى زادت قتلاهم على العشرة آلاف. وكان الأسرى ثلاثين ألفا.
وسار نور الدين بعد الكسرة إلى حارم فملكها في الحادي والعشرين من رمضان سنة 559هـ.
يقول ابن شامة: بلغني أن نور الدين رحمه الله لما التقى الجمعان انفرد تحت تل حارم, وسجد لربه عزَّ وجل ومرّغ وجهه وتضرع .
وفاة سبط ابن الجوزي
في يوم الخميس الحادي والعشرين من رمضان سنة 742هجرية وفاة نجم الدين ابي حفص عمر بن بلبان بن عبد الله عتيق سبط ابن الجوزي الدمشقي الحنفي.
قال أبو العباس حمد بن حسن بن علي بن الخطيب في (الوفيات) توفي سبط ابن الجوزي بالشرف الأعلى بظاهر دمشق, وصلي عليه بالجامع المظفري, طلب الحديث بنفسه وكتب الطباق والخط المنسوب إليه, وكان يعرف طرفاً من اللغة وتولي مشيخة العزية للمحدثين.
وفاة عز الدين الحنبلي:
وفي يوم الثلاثاء الحادي والعشرين من رمضان سنة 648 هجرية توفي الشيخ عز الدين محمد الحنبلي خطيب الجامع المظفري في الصالحية .
نقل جثمان الملك الكامل
ومن حوادث اليوم الحادي والعشرين من رمضان سنة 675 هجرية نقل جثمان الملك الكامل محمد بن العادل من ملوك الأيوبيين في مصر إلى تربته التي بالحائط الشمالي من الجامع ذات الشباك بعد أن دفن مؤقتا في القلعة .
قال عنه ابن كثير في (البداية) : كان جيد الفهم يحب العلماء, ذكياً مهيباً عادلاً منصفاً له حرمة وافرة وسطوة قوية, ملك ثلاثين سنة, وكانت الطرقات في زمانه آمنة والرعايا متناصفة, لا يتجاسر أحد أن يظلم أحداً, وكانت له اليد البيضاء في رد ثغر دمياط إلى المسلمين بعد أن استحوذ عليه الفرنج , فرابطهم أربع سنين حتى استنفذه منهم وكان يوم استرجاعه له يوماً مشهوداً.
وعندما توفي ليلة الخميس الثاني والعشرين من رجب سنة 675هـ دفن بالقلعة حتى كملت تربته التي نقل إليها يوم الحادي والعشرين من رمضان من نفس العام .