تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


كي تبقى العقوبات المدرسية رادعة...الفصل ...» أبغض «الحلول....

مجتمع
الأحد 21/9/2008
فاتن دعبول

حكمت المدرسة حضورياً, فصل الطالب »س« من المدرسة فصلاً نهائياً بقرار من مجلس المدرسة, بناء على اقتراح لجنة الانضباط في المدرسة وذلك للأسباب التالية:

1- اقترافه لجرم عوقب عليه.‏

2- تطاوله المقصود والتهجم المباشر على بعض أعضاء هيئة الإدارة والمدرسين.‏

3- بات وجوده يشكل خطراً على مصلحة المدرسة, ولا سيما بعد استنفاده للعقوبات الأخف كافة.‏

يبلغ هذا القرار إلى المديرية المعنية للتصديق عليه وإعادته إلى إدارة المدرسة لتنفيذه, ولمدير التربية حق تخفيف العقوبة إلى النقل الإجباري من المدرسة إذا رأى في ظروف القضية ما يسوغ ذلك ولا يجوز قبول الطالب المفصول نهائياً في مدرسة أخرى في السنة الدراسية نفسها ويمكن إعادته في العام التالي إلى مدرسة أخرى مماثلة (خارج محافظته).‏

ولكن... ماذا بعد?.‏

يختلف الطلاب في طباعهم وأمزجتهم تبعاً لاختلاف بيئاتهم وظروفهم المجتمعية, وتظهر هذه التباينات في سلوكات قد لا تجد قبولاً خارج أسوار المنزل, وخصوصاً في قطاع المدرسة والتعليم.‏

فهل تكون العقوبات منصفة إذا لم تلحظ هذه الفروقات أم على المعنيين بشؤون الطلبة من الموجهين والمرشدين الاجتماعيين الغوص أكثر حيال هذا الطالب ومعرفة الخلفيات التي ينطلق منها في تصرفاته قبل إصدار الحكم بالعقوبة?.‏

في القرار إجحاف‏

الطالب معن يقول: كثيراً ما كنت أستاء من تصرف زميل لي في الصف فهو دائم الشغب, ويتفنن في طريقة الإيذاء سواء لزملائه أو لمدرسه, فهو يعمل جاهداً لإفشال الحصة الدرسية, إن كان في أصوات يصدرها أو حركات يقوم بها, ورغم تهديدات المدرس له وحرمانه لمرات عديدة من حضور الحصة الدرسية لكنه يعود محملاً بالغضب والتمرد حتى كدت أجزم أنه ثمة عداوة كبيرة تربطه بالمدرسين.‏

حاولت التقرب منه رغم استيائي الشديد لأفاجأ بأنه طالب حزين مقهور يعيش ظلماً تمارسه زوجة أبيه, بعد فقدان والدته وهو في تصرفه يحاول أن ينفث ما بداخله من قهر وألم.‏

ربما يؤدي بنفسه إلى التهلكة جراء تصرفاته التي لا تحتمل.‏

نقلت هذه الصورة إلى موجه المدرسة علّه يأخذ هذا الأمر بعين الرعاية والاهتمام ويعيد هذا الزميل إلى جادة الصواب.‏

ويرى الطالب حسين في قرار الفصل لمن لا يعي ولا يدرك نتائجه فرصة يرتاح بها من هموم الدراسة ليقضي وقته بين الأزقة والمقاهي ورفاق السوء.‏

أما الطالبة رشا فتقول: لم أشهد حالة فصل خلال مراحل دراستي ولكني أعتقد أن ثمة تناقضاً في القرار فكيف يكون التعليم إلزامياً? وكيف يتضمن قانون العقوبات مادة تبيح الفصل?. لا شك أن ثمة عقوبات رادعة ربما هي أكثر نجاعة من قرار الفصل النهائي من المدرسة لما قد يولده هذا القرار من ردود أفعال قد تؤثر على مستقبل الطالب وسلوكه.‏

وخصوصاً إذا وضع في سجلاته التي سترافقه طيلة حياته, فتكون وصمة لا يمكن أن تمحى.‏

لكن الطالب علاء يرى فيها عقوبة لا بد منها, لأن الطالب الذي جاء إلى المدرسة من أجل إثارة الشغب, وممارسة هواياته في التعطيل على زملائه والإساءة لمدرسيه, فمكانه ليس المدرسة وعليه أن يعرف أن حريته تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين فإذا لم يلتزم فليفسح المكان لغيره وليجد له ساحة أخرى لاستعراض مواهبه.‏

آخر الطب ...الكي!‏

على الرغم من أن آراء الطلاب كانت متباينة حول القرار إلا أن الأساتذة يجمعون على أنه قرار صائب ولكن?.‏

ميساء محمد, مدرسة لغة فرنسية, قالت:‏

باتت مهمة التدريس شاقة وعسيرة في ظل انفتاح الطلاب على التقنيات ووسائل اللهو التي تشغل حيزاً كبيراً من تفكيرهم وبات انضباطهم في الصف أمراً لا يتحقق إلا بشق الأنفس, وخصوصا عندما يتواجد بعض الطلاب الذين يثيرون الشغب حتى ليكاد المدرس يخرج عن طوره فلا رادع يردعه ولا شيء يحد من جموحه.‏

وربما عقوبة الطرد أو الفصل هي العصا التي نلوح بها للطلاب علّها تشكل ردعاً تعيده إلى صوابه وبالنهاية هدفنا مصلحة الطالب في تحقيق مستقبل ناجح وإيصاله إلى بر الأمان.‏

آخر الحلول‏

وأوضحت السيدة فايزة مدرسة رياضيات أن التلويح بالطرد وبالفصل ليس الحل الأول الذي نلجأ إليه كتربويين لأن هناك تدرجاً بالعقوبات فلدينا تنبيه شفهي ومن ثم كتابي وبعدها يأتي الفصل فالأستاذ يجب ألا يسلط موضوع الفصل فوق رؤوس الطلاب فهو آخر حل يجب أن يفكر به الأستاذ, والموضوع ليس بالأمر السهل, لذلك على الاستاذ أن يكون حذراً في هذا القرار..‏

ونوهت قائلة, ليس بالضرورة دائماً أن يكون الطالب المشاغب هو طالب سيء, فأحياناً يكون المشاغب ذكياً ومجتهداً, فالمشاغبة هي تعبير عن طاقة وحركة, ولن نعامل كمدرسين وتربويين طلابنا من هذا المنطلق, لكننا نحاسب على السلوك غير السوي المسيء إلى المدرس والمدرسة.‏

وسيلة .. للتهديد‏

في حين حذرت سمر الحموي مدرسة لغة عربية, من أن يكون هذا القرار وسيلة لتهديد الطلاب فقالت:‏

أخذ بعض المدرسين هذا القرار وللأسف وسيلة لتهديد الطلاب وهذا يعود إلى طبيعة البعض وأسلوبهم في التعامل مع الطلاب مشيرة إلى أن بعض الأساتذة وجدوا في هذه المادة نوعاً من التلويح بالعصا بوجه الطلاب..‏

إشارة إلى أن هذه العقوبة ليست عصا بديلة عن الضرب لأنها إذا فهمت بهذه الطريقة ستظهر بعد فترة الحاجة إلى إلغاء هذه العصا, كما ألغي الضرب سابقاً.‏

لكن طالما أننانحاول من خلالها أن ننظم سير العملية التعليمية وأن يحصل الطالب على أكبر قدر ممكن من الفائدة والوصول إلى مجتمع مدرسي منظم, فنحن بحاجة إلى هذا القرار شرط أن يستخدم بحكمة, وعندما تغلق السبل جميعها في إصلاح الطالب المشاكس.‏

هل أصبحت مادة السلوك.. أكثر جدوى?!!‏

يجب النظر إلى ظروف هذا الطالب, فربما سلوكه ناتج عن تعويض لنقص في شخصيته أو هو لجلب الاهتمام,أولأسباب أخرى.. وهنا لابد من دراسة وضعه من خلال فريق الإرشاد المدرسي المؤلف من المدير, والمدرس المرشد, والطالب نفسه لمعرفة الأسباب الكامنة وراء سلوكه غير السوي, وعند الوصول إلى هذه الأسباب يجب معالجتها بالتعاون مع الأهل لإيصال الطالب عبر بر الأمان.. لئلا يكون وبالاً على نفسه وعلى من حوله..‏

وربما القرار بخصوص مادة السلوك هو خطوة إيجابية نحو الحد من تمادي بعض الطلاب في إساءتهم سواء لرفاقهم أو لمدرسيهم, وحمايتهم من أنفسهم وخصوصاً أن العلاقة لن تكون صادرة من مدرس واحد, إنما من جميع المدرسين وبموافقة إدارة المدرسة وربما في هذه الحال.. لن يلجأ المدرسون إلى عقوبة الطرد.. فمادة السلوك تكفي..!!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية