تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


سياسات أثبتت فشلها

حدث وتعليق
الأحد 21/9/2008
حسن حسن

خلال السنوات الثلاث الماضية من عمر رئاسة ايهود أولمرت للوزراء في اسرائيل جرب كل أساليب البطش والعدوان والتنكيل ضد الشعب الفلسطيني سواء في الضفة أم في القطاع , حيث هدم قرى وأحياء بكاملها, واقتلعت قواته المحتلة أشجار الزيتون (رمز السلام) وشرد آلاف العائلات مستخدما ً كل أساليب العدوان والقوة بشكل مفرط من اغتيالات , وقتل جماعي وارهاب دولة ضدالاطفال والنساء والشيوخ وخاض حرباً دموية مدمرة ضد لبنان.

وقد استطاع وسط هذه الموجة الدموية ان يضلل العالم ويحشد لهذه الافعال الاجرامية التأييد الدولي بحجة (محاربة الارهاب) ليزداد غيه وبطشه ضد شعب يريد الاستقلال والخلاص من جبروت الاحتلال ولكن رغم كل هذا العنف لم يتمكن اولمرت حتى اليوم من تحقيق الامن والاستقرار اللذين حلم بهما هو وكيانه.‏

وحتى اليوم لم يجرب الطرف الاسرائيلي ايضا سواء في عهد اولمرت أومن سبقه ولو لمرة واحدة وجدياً ان يمد يده لليد الممدودة للسلام بل كان على العكس من ذلك يقوم بضرب أي أمل في التهدئة والعودة الى طاولة المفاوضات لاستئناف العملية السلمية لانه لايملك حتى اليوم اي اجندة حقيقية للسلام بل ان برنامجه الاساسي هو برنامج حرب وتدمير وعدم الاعتراف بالاخر وبحقوقه المشروعة وبدلا من استغلال الفرص السانحة للسلام و الاجواء الايجابية, يحاول الطرف الاسرائيلي على الدوام ايجاد الذرائع وفرض الشروط والتخطيط لإقامة المزيد من المستوطنات غير الشرعية والتهام المزيد من الاراضي وتنفيذ الاجتياحات وفرض واقع جغرافي جديد يزيد الازمة تعقيداً واشتعالاً.‏

ورغم ان التجربة اثبتت لاولمرت واليمين الاسرائيلي والمجتمع الدولي ان المشكلة لايمكن ان تحل بالعنف واستخدام القوة, فلاالأمن تحقق للشعب الاسرائيلي ولا السلام تحقق في المنطقة إلا ان الاصرار والتعنت الاسرائيلي بقي على حاله, وهو اعتماد الحل العسكري.‏

وهذا الواقع الاليم يحتم على الاسرة الدولية, وفي مقدمتها الدول الراعية لعملية السلام مسؤولية كبيرة للتحرك واجبار الطرف الاسرائيلي على الامتثال للشرعية الدولية والالتزام بالاتفاقيات واستغلال فرص السلام السانحة قبل ان تضيع وتهدر وبالتالي تعود المنطقة مرة أخرى الى المربع الأول.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية