هذه الثقة التي يحاول بعض اعضاء الحزب سحبها من بروان حسب استطلاع للرأي نشرته اندبندنت وموقع ليبور هوم الالكتروني أمس حيث أظهر أن 54 % من أنصار حزبه يفضلون أن يقود شخص آخر غير براون الحزب في الانتخابات العامة المقبلة المقررة عام 2010 وذلك بعد 15 شهراً من استلام براون الحزب وسحب الثقة هذه تعتبر أحد توابع الزلزال السياسي الذي ضرب حزب العمال الحاكم في بريطانيا بعد نتائج الانتخابات الفرعية في مدينة غلاسكو التي خسرها العمال حيث كانت تعتبر معقلا له وهي هزيمة لم تكن في حسبان الحزب والتي لم ينفع معها على ما يبدو أسف براون وتعهداته باصلاح الوضع الاقتصادي الهش.
وحقيقة ان رابع قوة اقتصادية في العالم يترنح اقتصادها وهي على شفا اول ركود من 16 عاماً يأخذها البريطانيون على محمل الخطر ويحملون المسؤولية لوزير المالية السابق براون الذي هوت شعبيته 22 نقطة بعد أن أصبح رئيساً للوزراء.
في بيئة دولية متغيرة ومع نهاية حكم الجمهوريين للبيت الابيض فان الاعصار المالي الذي يضرب الولايات المتحدة لن تجنو منه بريطانيا حيث من المؤكد ان يركز براون في خطابه الحزبي الثلاثاء على الازمة الاقتصادية التي تعصف ببلاده فالتضخم يجاوز مثلي ما كان يستهدفه البنك المركزي والبطالة مرتفعة وفترة ركود هي الاخطر والحكومة تدخلت لانقاذ بنك (اتش بي او اس) اكبر البنوك للتمويل العقاري كما اضطرت الى تأميم بنك (نورذرن روك) في وقت سابق من العام.
ولان الاقتصاد قاطرة السياسة فان الميراث السياسي الثقيل الذي خلفه رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير لبراون يلقي بظلاله على المشهد البريطاني المضطرب بعد ان تعالت مؤخراً الاصوات المطالبة باستقالة براون إثر خسارة الحزب المهنية في دائرة غلاسكو.
وكان ذلك تشكيكاً واضحا في قيادة بروان للحزب والحكومة مما دعا الى التفكير جديا في اجراء انتخابات مبكرة قبل موعدها المقرر في عام 2010.
بينما وصف المحافظون حالة حزب العمال بانها (حرب أهلية) في وقت دعت فيه سيوبها بن ماكدوناج وهي مسؤولة في حزب العمال الى انتخاب زعيم جديد بدل براون الذي اعتبره استطلاع أجري قبل حوالي الشهر أسوأ رئيس حكومة منذ 63 عاما بينما تراجع حزبه الى 23 نقطة لصالح المحافظين 47%.
وزير الخارجية البريطاني السابق دفيد ميليناند أقر ان حزب العمال ارتكب أخطاء خلال 11 عاماً في السلطة أدت إلى تعثر الاقتصاد الذي يمثل التحدي الاكبر لبريطانيا وواكبه تعثر سياسي عندما ادخل بلير بلاده في شراكة الحروب الامريكية من العراق الى افغانستان الى دعم واشنطن واسرائيل في حرب تموز الاجرامية على لبنان مما خلف تركة ثقيلة زادت اعباء الاقتصاد البربطاني المترنح وهو ثمن الحرب التي ورثها بلير لخلفه غولدن براون الذي يترنح هو ايضا تحت ضغوط متزايدة للتنحي عن زعامة حزب العمال الذي ان لم تتحسن شعبيته فانه سيشهد هزيمة مبكرة في الانتخابات العامة. فهل حانت ساعة رحيل غولدن براون?!