اضافة الى محاولة الشريك الرئيسي في الائتلاف حزب العمل, استغلال هذه الظروف من اجل دفع كاديما للغرق اكثر في وحل انقساماته عبر تمنع زعيمه ايهود باراك عن مواصلة مشاركة حزبه في الحكومة بصيغتها الحالية ودعوته لتشكيل حكومة طوارئ او التوجه لانتخابات مبكرة وقد اجتمعت ليفني الجمعة, مع قادة حزبي المتقاعدين وميرتس رافي ايتان وحاييم اورن, وذلك في اطار جهودها لتشكيل حكومة جديدة. ووافق ايتان على بقاء حزبه في الائتلاف الحكومي, في حين طلبت ليفني من اورن ان ينضم ميرتس الى الائتلاف.
وقد سارع رئيس كتلة الليكود جدعون ساعار الى اعتبار هذه اللقاءات مؤشرا الى نية ليفني تشكيل حكومة يسار ومواصلة السياسة الفاشلة لحكومة اولمرت بحسب تعبيره.
وسبق ان اجتمعت ليفني مع رئيس حركة شاس ايلي يشاي, وتم الاتفاق على تحديد موعد للقاء اخر بعد ايام, كما التقت مساء امس للغرض ذاته زعيم حزب مفدال اليميني المعارض زبولون اورليف.
وكانت ليفني عقدت الجمعة اول جلسة لكتلة كاديما تغيب عنها منافسها موفاز, ورئيس الحكومة ايهود اولمرت وذلك في ظل مخاوف من تمزق الحزب, واحتمال انتقال عدد من نواب الكنيست الى الليكود. واعتبرت الاوساط الحزبية والاعلامية اعلان موفاز الانسحاب من الحياة السياسية, ضربة قوية لليفني افسدت عليها الفرحة بفوزها بزعامة الحزب, ودفعتها الى المسارعة لمحاولة لملمة صفوف الحزب والحيلولة دون حدوث تصدعات جديدة قد تؤدي الى انهياره بشكل نهائي.
وبعد ان سرت تكهنات بأن موفاز يفكر بالرجوع الى حزبه الاصلي ليكود, سارع رئيس الحزب بنيامين نتنياهو الى تلقفه مرحبا بعودته وعودة كل الذين غادروا الليكود الى كاديما عندما اسسه ارئيل شارون قبل ثلاثة اعوام.
كما تخشى اوساط كاديما من ضربة مماثلة تأتي من النائب الاول لرئيس الحكومة حاييم رامون باعلان انسحابه من كاديما او اعتزال الحياة السياسية, الامر الذي يبقي الحزب بلا قادة من الصف الاول بعد ان فقد ابرز اركانه, وهم مؤسسه ورئيس الحكومة السابق ارييل شارون وشمعون بيريز الذي انتخب رئيسا لاسرائيل, ورئيس الحكومة الحالية ايهود اولمرت.
وكان موفاز فاجأ الجميع باعلانه أمام انصاره حاجته الى )وقت مستقطع( واعتزال الحياة السياسية مؤقتاً ليتخذ قراراً في شأن مستقبله السياسي, ويشكو انصار موفاز من حدوث تآمر على زعيمهم لمنعه من الفوز في الانتخابات الاخيرة بسبب اصوله الشرقية (من اصل ايراني), وقال عضو الكنيست ديفيد طال ان الصحافة لا تريد ان يفوز السفارديم (اليهود الشرقيون) بمركز مهم في قيادة اسرائيل لقد اتحدت الصحافة والمؤسسة الاشكنازية )اليهود الغربيون( والبيض لمنع موفاز من ان تكون له فرصة.
ولفت محلل الشؤون الحزبية في صحيفة هآرتس يوسي فيرتر الى ان موفاز لا يقدر ليفني, ولا يمكنه ان يتخيل انه يعمل لأجلها, وأن يقدم التقارير اليها, وان ينتظر خارج مكتبها.
وقد اعربت ليفني عن اسفها لقرار موفاز ودعته الى مواصلة الاسهام في الحكومة والكنيست, شريكاً رفيع المستوى بحسب تعبيرها.
وجاءت التصريحات الايجابية لليفني عن موفاز, متناقضة مع ما نقلته الاذاعة العسكرية عن مساعدين لها, اعربوا عن ارتياحهم لانسحابه من الحياة السياسية, وقال هؤلاء ان الامر جيد, وقد تخلصنا من رجل كان بامكانه ان يبني معسكراً كاملاً ضدنا في كاديما مستغلاً المسألة العرقية.
من جهته حاول رئيس حزب العمل ايهود باراك اللعب على وتر الاضطرابات في كاديما ودعا الى تشكيل حكومة طوارئ مشيراً الى ان حزب العمل لن يشارك في عملية تشكيل حكومة جديدة, كما رفض القيام بحملة لاقناع اطراف اخرى بالانضمام اليها, في حين اعلن نائب وزير الحرب ماتان فلنائي من حزب العمل ان حزبه لا يخشى الانتخابات المبكرة.
وانتقدت ليفني موقف باراك, قائلة: لقد دخلنا عملية تشكيل حكومة جديدة ولا سبب يدعو الى تغيير شكل الائتلاف الحالي او الذهاب لانتخابات تشريعية.
ودعت ليفني الاحزاب المرشحة للمشاركة في حكومتها, خصوصاً حزب العمل, الى ابداء المسؤولية والانضمام الى الحكومة الجديدة التي تنوي تشكيلها مع الخطوط العريضة ذاتها التي تقوم عليها الحكومة الحالية, وكان اولمرت اتهم سابقاً ليفني وباراك مراراً بالتآمر المشترك للاطاحة به من رئاسة الحكومة.
وبينما دعت ليفني اولمرت الى تسريع تقديم استقالته, نصحها نائب رئيس الحكومة حاييم رامون, ان تطلب من اولمرت البقاء في منصبه الى ان تنجز تشكيل الحكومة مضيفاً ان مطالبة اولمرت بالاستقالة قبل تشكيل حكومة جديدة, سيكون خطأ تكتيكياً.
وقد ذكرت الاذاعة الاسرائيلية امس ان اولمرت يعتزم اعلان استقالته من رئاسة الوزراء اليوم الاحد خلال جلسة للحكومة, ونقلت عن عدد من الوزراء قولهم انه سيكون بوسع اولمرت تسليم رئيس اسرائيل شمعون بيريز كتاب الاستقالة التي ستدخل حيز التنفيذ بعد عودة الاخير من مداولات الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد نحو اسبوعين.
مما يذكر اخيراً ان ثمة جدلاً يدور في اسرائيل اليوم حول احقية ليفني في خلافة اولمرت تلقائياً من دون اللجوء الى انتخابات تشريعية لو كان حزبها له اكثرية داخل الكنيست, وكتبت صحيفة هآرتس انه بالرغم من انه وجدت امور مشابهة من قبل, حيث استقال او مات رؤساء حكومات زمن ولايتهم, واختارت مؤسسات الحزب الحاكم وريثين لهم ورئيس حكومة لنا, لكن في جميع هذه الحالات كان الحديث عن احزاب حقيقية تاريخية ذات عقيدة ومبادئ كان ورثة الزعيم مؤمنين بها ايضاً, وكانوا ورثة طبيعيين تولوا ارفع المناصب لوقت طويل وكان معلوماً للجميع انهم ورثة محتملون, اما في آلة كاديما فلا توجد عقيدة ولا مواقف ولا مبادئ ولا جدول عمل مشترك, وجميع الورثة جاؤوا بالصدفة, بمن فيهم الموروث نفسه ايهود اولمرت الذي جعله حسن حظه فقط او سوءه نائباً لشارون لأسباب غير موضوعية.