ولايته الثانية التي ستنتهي بعد 39 شهرا من الان والذي يصر على التمسك بعدم الانسحاب من العراق مع ارتفاع الاستياء الشعبي من استمرار الحرب وارتفاع عدد القتلى من الجنود الامريكيين هناك الى مافوق 200 قتيل .
اما الفضيحة التي تواجه البيت الابيض اليوم فهي اتهام مدير مكتب نائب الرئيس الامريكي ديك تشيني بالكذب في طريقة تبلغه ثم نقله في 2003 معلومات كانت سرية الى صحافيين حول عمل فاليري بليم في وكالة الاستخبارات الامريكية المركزية .
يكشف اتهام رئيس مكتب ديك تشيني واستقالته من منصبه خفايا احدى ولايات نيابة الرئاسة الاكثر بأسا واقتدارا في التاريخ الاميركي كما يهز حصن المحافظين الجدد ويضعفه. فتحت وطأة خمس تهم بالحنث بالقسم والادلاء بشهادات كاذبة واعاقة عمل القضاء في اطار قضية بليم-ولسون, استقال لويس ليبي رئيس مكتب نائب الرئيس الاميركي الجمعة وهو يواجه للتهم الموجهة اليه عقوبة السجن لمدة تصل الى ثلاثين سنة.
ولويس ليبي الذي يلقبه المعلقون احيانا( تشيني لدى تشيني ) هو اكثر من مجرد المستشار الاقرب لنائب الرئيس. فقد شكل مع نائب الرئيس ثنائيا ضاربا في قلب حصن المحافظين الجدد واعتبر المخفف لسرعة برنامج تشيني وافكاره على حد تعبير الصحافي بوب وودوارد.
وديك تشيني 64 عاما رجل الظل ومرشد الرئيس جورج بوش, يعمل في اروقة الحكم منذ السبعينات ويعد من نواب الرؤساء الاميركيين الاكثر نفوذا واقتدارا.
ويعرف برباطة جأشه وصلابته امام الانتقادات وقد اتهم خصوصا بضلوعه في فضيحة عقود هاليبرتون شركة الخدمات النفطية التي تولى ادارتها قبل ان يصبح نائبا للرئيس الاميركي, لكنه يبقى مع كل ذلك احد ابرز المهندسين للحرب على العراق.
ولم ينكر مطلقا فرضية وجود اسلحة دمار شامل عراقية التي كان من اكثر المتحمسين لها.
لكن تحقيق المدعي العام المستقل باتريك فيتزجيرالد الذي يقول بكل وضوح ان نائب الرئيس تحدث مع معاونه عن هوية عميلة وكالة الاستخبارات المركزية (السي آي ايه) فاليري بليم -- ولسيس مع صحافيين كما قال تشيني -- الشكوك في نائب الرئيس.
ومن جورجيا حيث شارك في لقاء مع جنود حرص تشيني على الرد فور استقالة مدير مكتبه مؤكدا في بيان ان ليبي سيعترض على الاتهامات الموجهة ضده.
كما اشاد به معتبرا انه من اكثر الاشخاص الذين عرفهم قدرة وموهبة .
لكن اصواتا اخرى انبرت في الاسابيع الاخيرة من المعسكر الجمهوري لتنضم الى المنتقدين لنائب الرئيس.
واتهمه مستشار مقرب من وزير الخارجية السابق كولن باول بانه عمل على وضع يده على السياسة الخارجية مع وزير الدفاع دونالد رامسفيلد.
واعتبر الكولونيل المتقاعد لورنس ولكرسون الذي كان مساعد باول 16 عاما ان الرجلين اتخذا قرارات حول مسائل حاسمة لم يعرف بها الجهاز الاداري.
وقال ولكرسون ان ادارة بوش اتخذت قرارات سرا واعتقد الان انها تدفع ثمن العواقب التي ترتبت عن تلك القرارات السرية .
واضاف المستشار السابق ان الثنائي تشيني ورامسفليد تأثرا بعالم الاعمال وتشيني هو عضو في المجمع العسكري الصناعي .
الى ذلك انتقد برنت سكوكروفت المستشار السابق لشؤون الامن القومي في ظل رئاسة جيرالد فورد وجورج بوش الاب والمقرب من ديك تشيني منذ ثلاثين عاما بعبارات شديدة نائب الرئيس في مجلة نيويوركر هذا الاسبوع.
وقال سكوكروفت ان العيب الوحيد داخل الادارة هو تشيني .