بدمشق السيد خالد تشيفيك بيانا تحدث فيه عن اهمية الذكرى والانجازات الكبيرة التي حققتها الجمهورية التركية على الصعيدين الداخلي والخارجي مشيدا بالعلاقات الثنائية المميزة بين تركيا وسورية ومايمتلكه البلدين من صلات تاريخية وثقافية عميقة تعززت من خلال الزيارات المتتالية لقيادتي وحكومتي البلدين وخلال البيان هنأ الشعب السوري بشهر رمضان المبارك وعيد الفطر السعيد.
فقد اشار السيد تشيفيك الى انه في بداية القرن العشرين خاض الشعب التركي ببسالة حربا طويلة للاستقلال للحفاظ على سيادته واستقلاله بقيادة مصطفى كامل اتاتورك الذي اسس الجمهورية التركية بتاريخ 29 تشرين الاول ,1923ومنذ تأسيسها تتبع تركيا سياسة سلام في الداخل وسلام في الخارج , وبفضل نظامها السياسي الديموقراطي المدني واقتصاد السوق القوي وتقاليدها الاجتماعية التي تمزج الحداثة بالهوية الثقافية فان تركيا تساهم في امن واستقرار المنطقة والعالم , وبهذا الصدد فنحن نعلق اهمية كبرى على اقامة علاقات جيدة مع الدول الاخرى , وخاصة مع جيراننا وكان هذا هو المنطلق الذي يحكم علاقاتنا مع سورية.
تشترك تركيا مع سورية باطول حدودها البرية كما تملكان صلات تاريخية وثقافية عميقة.
وقد توطدت العلاقات بين البلدين بثبات منذ العام .1998وقد جاءت زيارة صاحب السعادة احمد نجدت سيزر رئيس الجمهورية التركية للمشاركة في تشييع الراحل صاحب السعادة حافظ الاسد لتمثل نموذجا للتقاليد التركية في دعم جيرانها في اوقات الحزن والاسى وقد تحولت الى رمز في الفترة الحديثة.
ان زيارة صاحب السعادة بشار الاسد رئيس الجمهورية العربية السورية الى تركيا في كانون الثاني 2004 قد شكلت نقطقة علام اخرى في مسيرة العلاقات بين تركيا وسورية , حيث ان تلك الزيارة وماتلاها من زيارة سورية من قبل صاحب السعادة بولنت ارينج , رئيس مجلس الامة الكبير التركي في نيسان 2004 كانتا الاولى من نوعهما في تاريخ علاقات بلدينا.
ان الزيارات المتتالية لصاحب السعادة محمد ناجي عطري رئيس وزراء الجمهورية العربية السورية في تموز 2004 وصاحب السعادة رجب طيب اردوغان رئيس وزراء الجمهورية التركية في كانون الاول 2004 , وصاحب السعادة احمد نجدت سيزر رئيس الجمهورية التركية في نيسان ,2005 تدل جميعها على ان العلاقات السياسية بين البلدين قد بلغت اعلى المستويات هذا بالاضافة الى تبادل اكثر من 45 زيارة على المستوى الوزاري خلال الاعوام الخمسة الاخيرة بين تركيا وسورية.
وقد ساهمت تلك الزيارات دون ادنى شك بشكل كبير في تطوير علاقاتنا في كافة الميادين واعطت زخما قويا للجهود المبذولة من كافة الوزارات والجهات في البلدين لتحقيق مبادرات تعاون ملموسة.
يعتبر الاقتصاد والتجارة احد اهم مجالات التعاون بين بلدينا ويتم حاليا تحقيق العديد من المبادرات في سبيل توسيع افق العلاقات الاقتصادية.
وتستمر الاتصالات والجهود من اجل تطوير وتكثيف التعاون الاقليمي بين البلدين حيث تعقد اجتماعات متكررة بين محافظي الطرفين بهدف ازالة العوائق في كافة المجالات وقد تحولت هذه الاجتماعات الى روتين دوري.
نتيجة لهذه الجهود المركزة والكثيفة المتبادلة فان حجم التبادل التجاري بين تركيا وسورية قد ارتفع تدريجيا ليصل الي 750 مليون دولار في العام الماضي , وتشير الارقام المبدئية لهذا العام الى ارتفاع كبير وخاصة في التصدير الى سورية, اما استثمارات الشركات التركية فتعتبر بحد ذاتها مؤشرا مهما للتعاون الاقتصادي حيث تجاوزت قيمة الاستثمارات التركية في سورية في العامين الماضيين حدود د150 مليون دولار. وتتركز معظمها في حلب وجوارها , وهي المنطقة القريبة نسبيا من تركيا.
وتعتبر السياحة مجالا ذو امكانات كبيرة للتعاون بين تركيا وسورية ويجب ان يتخطى هذا التعاون حدود تشجيع التدفق السياحي المتبادل بين البلدين.
وبشكل مواز لازدياد التعاون الاقتصادي والتدفق السياحي بين سورية وتركيا , فقد ارتفع عدد رحلات الخطوط الجوية التركية من والى دمشق من رحلتين الى اربع رحلات اسبوعيا منذ عام .2002
ونظرا لاشتراك تركيا وسورية بتاريخ مشترك وقيم ثقافية متشابهة , فنحن نعلق اهمية كبرى على تطوير العلاقات الثقافية بين بلدينا.
وبفضل التطورات الايجابية في علاقاتنا الاقتصادية والثقافية والاتصالات المتزايدة خلال الاعوام التي مضت فقد تم افتتاح قنصلية تركية فخرية في اللاذقية في عام 2004 وقنصلية سورية عامة في غازي عنتاب في عام .2005
وكما ذكرت في البداية , فان تركيا تعلق اهمية عظمى على اقامة سلام دائم و استقرار في منطقتها وفي العالم , وبهذا الهدف فقد كنا دوما ندعم الحوار الوثيق والتعاون مابين الدول وفي المحافل الدولية , خاصة فيمايتعلق بالتهديدات الجديدة والتحديات التي برزت في وجه السلام والاستقرار في كافة ارجاء العالم,وفي هذا الاطار فنحن سعداء لرؤية ارادة الشعبين التركي والسوري في توطيد اواصر علاقاتهما الثنائية, و نحن على يقين بان التطور المستمر لهذه العلاقات لن ينعكس ايجابيا على بلدينا وشعبينا فحسب بل سيساهم بشكل ملموس في ترسيخ السلام الدائم والاستقرار في المنطقة.
ونظرا لمصادفة شهر رمضان المبارك فان حفل الاستقبال بمناسبة العيد الوطني التركي سيقام بتاريخ 8 تشرين الثاني بدلا من 29 تشرين الاول.