تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أخطاء الماضي لإصلاح ال CIA?

الفيغارو:
ترجمة
الأحد 30/10/2005م
ترجمة: مها محمد

مركز التجسس الرئيسي في العالم يفقد دوره في الاستعلام الأميركي والمطلوب منه الآن إعادة تشكيله لمواجهة التحديات الجديدة.

لقد دقت ساعة الحساب في وكالة الاستخبارات الأميركية (CIA) بعد أن تراجعت إلى الحضيض بسبب إخفاقها المزدوج في أحداث 11 أيلول التي لم تتبين دلائل وقوعها ثم ادعائها وجود أسلحة الدمار الشامل في العراق ليتبين فيما بعد أن المعلومات كانت خاطئة ومضللة.‏

وهي تدفع ثمن أخطائها الآن وفقدت الكثير من أهميتها, معظم أفراد كادرها تركوا مواقعهم لتجد المؤسسة العريقة نفسها مجبرة على إعادة البناء ولتعلن وبألم ثورتها.‏

مديرها الجديد بورتر ثموث الذي جاء خلفاً لجورج تينيت قرر إعادة الجواسيس إلى مهنهم الأساسية وهي جمع المعلومات قدر المستطاع وبسرية تامة كما أراد توزيع فرق العمل على جميع مسارح العمليات حتى ولو تطلب ذلك إخلاء بعض مكاتب لانكلي (مقر الوكالة في فيرجينيا).‏

إذكان قد صرح في اجتماعه مع موظفيه نهاية أيلول الماضي: لا يمكننا فهم الشعوب الأجنبية ولا أن نؤثر فيها إذا بقينا هنا وسنكون متواجدين في أماكن لا تخطر على بال أحد.‏

كما أراد إلقاء الضوء على العمليات الأحادية الجانب والتي تعفي CIA من الاعتماد على مخابرات صديقة, وقال لا أحد ينسى أن المصدر الرئيسي الذي استند إليه في موضوع أسلحة الدمار الشامل كان عراقياً فاراً لجأ إلى المخابرات الألمانية والتي شككت في مصداقيته.‏

وبتكليف من بوش فقد تم رفع مخصصات الميزانية بنسبة 50% لملاك الوكالة وفعالياتها على الأرض وبالأخص لقيادة العمليات المركز الأهم والأكثر حساسية في الوكالة والتي يتبع لها الآن 5000 عميل مقابل 7000 خلال أعوام السبعينيات.‏

وكان وصول بورتر ثموث دافعاً لهروب الكثير من النخب بشكل لم يسبق له مثيل فالكثير من المديرين حزموا امتعتهم وغادروا ومن بينهم المديرة المساعدة للاستخبارات جيمي ميسيك ومسؤولون آخرون من ذوي المهام السرية هما ستيفان كابس وميكائيل سوليك.‏

ثم إن العديد من الكوادر استقال ليعمل من جديد وفق نظام يعود عليهم بمكاسب أكثر من عملهم كمتقاعدين وكان ذلك خياراً مفتوحاً منذ عشر سنوات عندما أمر الكونغرس بتخفيض عدد الأشخاص بنسبة 17%.‏

ويبدو أن هناك نقصاً في الكوادر علاوة على أن الكادر الموجود غير قادر على تأهيل وإعداد المنتسبين الجدد لذا فقد دعا ثموث المتقاعدين للعودة إلى خدمتهم منذ الصيف الماضي وكان مبدأ إدارته هو تشجيع المخاطرة مع حساب عواقبها وتهيئة المكافآت والتعويضات.‏

هذا ما وعد به الجواسيس قائلاً لهم: إذا لم يتم نجاح المهمة أو انعكست بشكل سيئ فسأدعمكم ولإثبات ذلك فقد بدأ بإخفاء التقرير الخاص بالتفتيش العام حول الاخطاء المرتكبة قبل أحداث 11 أىلول, والذي أوصى بطلب محاسبة حوالى 15 مسؤولاً بدءاً من جورج تينيت طالباً الإشارة إلى الاشخاص الذين أرسلوا إشارات سيئة إلى الموظفين الشباب.‏

ونظراً للحاجة إلى عملاء ذوي خبرة فقد توجب عليه إرسال مبتدئين إلى مراكز تم اقتراحها في بغداد وكابول وتم الإلحاح على سرعة بإعداد جواسيس ناطقين بالعربية والفارسية والصينية.‏

لكن القدماء عبروا عن قلقهم من نقص الامكانيات والسيطرة على قدرة المرشحين على العمل إذ إن حوالى أربعين شخصاً من القتلة المأجورين من تنظيم القاعدة حاولوا التسلل إلى CIA من خلال بعض الثغرات.‏

ثموث البالغ من العمر 67 عاماً العميل السابق كان نائباً عن فلوريدا ورئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي أحاط نفسه الآن بالمساعدين الأوفياء الذين جعلوا الاتصال به عن طريقهم.‏

ولم يكد يسمى مديراً حتى استدعى جواسيسه إلى التزاماتهم والعمل بإخلاص لصالح إدارة بوش.‏

مشروعه هذا لم يلق إجماعاً كلياً وقد لامه الكثيرون على حماسه لهذا التغيير الذي جعل من المركز الرئيسي مصدراً كغيره من بين خمس عشرة وكالة فيدرالية للتجسس أيضاً بالعمل كفريق بعكس تقليد CIA.‏

حتى إنه تخلى عن الاجتماع التقليدي اليومي للرئيس تاركاً هذا الأمر للمدير الوطني للاستخبارات جون نيفروبونتن كما يتساءل العاملون في المركز الرئيسي في لانكلي عن مواقعهم في الجهاز الجديد معبرين عن قلقهم.‏

الناطق الرسمي باسم الوكالة جنيفر ميلرويز يقول: وكالتنا في طريقها إلى الاصلاح ودعم متزايد لكن معنوياتنا في تناقص ويمكن أن نواجه مأزقاً حول النتائج, CIA التي نعرفها لم تعد موجودة ولا نعلم ما الذي ينتظرنا في المستقبل.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية