تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حمضيات اللاذقية... في مهب العواصف والخسارات المتتالية..!!... الصقيع أتى على موسم كامل..وتسويق 3000 طن من الثمار المتساقطة

اللاذقية
مراسلون
الأحد 1-2-2015
لمى يوسف

تناوبت عوامل الطقس على أشجار الحمضيات في الساحل السوري هذا الموسم فبعد صيف حارق جاء شتاء قارس، وما أنقذ من الجفاف أتت عليه العواصف العاتية الباردة والمتتالية التي كانت سبباً لسقوط غالبية الثمار للأنواع المتعددة..

البرَد أثر على المنتج وجودته في أغلب ريف اللاذقية تبعه الصقيع الذي تسبب بحروق للثمار ويباس الأغصان وحتى الأشجار في بعض المواقع.‏

تكاليف عالية!!‏

إن سعر مبيع وحدة الوزن من ثمار الحمضيات لايتناسب مع التضاعف عدة مرات لكلفة إنتاجها، فبدل أن يكون التناسب طردياً نجد أنه انخفض هذا العام عن الأعوام السابقة,وإن زيادة كلفة الإنتاج كان سببه ارتفاع أجرة اليد العاملة التي تراوحت بين 1000-2000 ليرة باليوم وما فوق لقطف الثمار, وارتفاع أسعار العبوات مختلفة الأحجام التي يتم توضيب ثمار الحمضيات فيها حيث وصل سعر العبوات المستعملة «فلين وسط إلى 55 ليرة، والعبوة البلاستيكية الصغيرة التي تتسع لـ 7 كيلو غراماً إلى 57 ليرة، نصف حقلي بسعة 14 كغ للتصدير ثمنها 175 ليرة.‏

وكذلك أجور الحافلات لنقل المنتج التي وصلت ما بين الأسواق القريبة والبعيدة إلى 2000 ليرة وما فوق لنقل الطن الواحد ما بين الريف القريب وسوقي اللاذقية أو جبلة.‏

ووصلت إلى 100 ألف ليرة للسيارة التي تتسع 5 أطنان لنقلها إلى سوق الهال في دمشق وتزيد أسعارها عن ذلك في حال كانت وجهتها حلب لخطورة الطريق.‏

يضاف إلى ذلك التكاليف الخاصة بخدمة الحقل حيث تبلغ تكلفة قص حقل بمساحة هكتار أكثر من 100 ألف ليرة مع أن العامل غير خبير بهذا العمل وأجرة حراثة الأرض لمرة واحدة تبلغ 15000 ليرة للهكتار الواحد قبيل ارتفاع سعر المازوت, وزاد سعر الليتر الواحد لبعض مبيدات الأعشاب عن 1800 ليرة، بينما الزيت الصيفي فقد وصل سعر الليتر منه إلى 1200 ليرة وأجور الرش لدى القطاع الخاص بلغت 50 ألف ليرة للهكتار.‏

كما وصل سعر الطن الواحد من سماد البوتاس 80 ألف ليرة ، يقابله من سوبر الفوسفات 70 ألف ليرة ، طن اليوريا 60 ألف ليرة. والسماد الطبيعي غير متوفر ومزارع الدولة غير كافية علماً أن الحد الأدنى لسعر المتر المكعب الواحد منه 3000 ليرة‏

وبسبب الجفاف هذا العام وعدم وصول ماء الري إلى بعض البساتين في منطقة القرداحة فقد اضطر المزارعون إلى شراء الماء بالصهاريج للسقاية، واعتمد البعض الآخر على أبارهم القديمة وهي شحيحة احياناً تسقي 3-4 شجرات باليوم، وفي قرى أخرى ابتاعوا مضخات تراوح متوسط سعرها ما بين 70-100 ألف ليرة لسحب الماء من السواقي أو الينابيع البسيطة، مضافاً إليها سعر أنابيب البلاستيك, ولكن هناك الكثير من البساتين لم يتمكن أصحابها من تأمين المياه لسقايتها فيبست نهائياً.‏

تكسر الأفرع‏

وبناء على المشاهدات والجولات العديدة تبين لدينا أن هناك تفاوتاً بالخسارة في ريف اللاذقية لمنتج الحمضيات فقد أكد السيد حامد الخير على أن منطقة القرداحة هي الأكثر خسارة وتقدر بحوالي 80 % فقد بدأت عوامل الطقس القاسية منذ نيسان 2014 حيث أساءت زخات البرد المتكررة إلى الزهر والأشجار تلاها الجفاف وقلة المياه في خطوط الري والتي لم تصل لكثير من البساتين، لتتكرر زخات البرد على الثمار قبيل حلول القطاف ومن بعدها العواصف الشديدة والمتتالية التي أتت على أغلب ثمار البرتقال المتأخر بالقطاف من نوع اليافاوي الأكثر شيوعاً في بساتين المنطقة، والبوميلو المرغوب في السوق السورية.‏

كما تكسرت الأغصان والأفرع الحديثة للأشجار وهذا سيبقى تأثيره لمدة عامين كي تعوض الشجرة نموها بعد إمدادها بسماد «اليوريا»,متمنيا التعويض بما يتناسب مع حجم الخسارات الكبير فالكثير من مزارعي الحمضيات يعتاشون على إنتاج بساتينهم فلا وظيفة لديهم ولا مورد إضافي..‏

مشكلة تصريف!!‏

تتساءل المهندسة الزراعية والمنتجة للحمضيات تهامة يوسف: أين دور الجهات المختصة التي شجعت أهالي الساحل السوري على زراعة الحمضيات بهذه المساحات الشاسعة من الأراضي التي تعتبر الأخصب في سورية، دون تأمين أسواق تصريف لها أو معامل تصنيع للمنتج..؟ فنصف المنتج أو أكثر لهذا العام طمر تحت التراب,وكانت المشكلة كارثية بسبب أحوال الطقس والحرب التي تعصف بالبلاد, لكن مشكلة تصريف المنتج وتصنيعه ليست جديدة وهي مترافقة مع بدء إنتاج الحمضيات رغم أن ثمارها خالية من المبيدات ونكهتها الأطيب مقارنة بمنتجات الغير.‏

وتضيف مستذكرة معمل كونسروة جبلة الذي كان ينقذ خضار مزارعي الساحل السوري، فأين المعامل التابعة للقطاع العام لتنقذ منتج الحمضيات الاستراتيجي نظراً لأن سورية من أهم عشر دول منتجة للحمضيات.‏

خسارات متتالية!!‏

قضى الجفاف على معظم حقل السيد عدنان جديد من قرية سلورين، وتسببت العواصف والصقيع بتساقط ثمار الجزء الباقي منه، لذلك قرر قلع كامل الحقل لإعادة إنشائه من جديد.‏

ولم تتأثر أصناف الحامض واليافاوي والبوميلو في حقل الحمضيات الخاص بالسيد إياد الحسين من قرية مشقيتا بل كان ضرر حبات البرد قوي جداً على أصناف «أبو صرة، واللانكا»، لتقضي العاصفة على باقي المحصول من هذين الصنفين، وكامل ثمار صنفي المندلينا والكلمانتينا.‏

وذكر الحسين أن الغالبية العظمى من المزارعين رمت المحصول المتساقط لأن تكاليف توضيبه ونقله تتجاوز سعره.‏

تقديرات أولية‏

بناء على تقرير مديرية زراعة اللاذقية الموجه إلى السيد وزير الزراعة حول حصيلة الأضرار على القطاع الزراعي في مناطق المحافظة الناجمة عن الظروف المناخية التي كانت سائدة من تاريخ 5-15/1/2015 وهي تقديرات أولية تبين أن نسبة تساقط ثمار الحمضيات في منطقة اللاذقية ما بين 20-30% مع غمر لـ450 دونماً من أراض مزروعة بالحمضيات.‏

بينما تجاوز تساقط ثمار الحمضيات في منطقة جبلة 50% وقد قدرت هذه النسبة من خلال أخذ عينات عشوائية من قرى مختلفة، للأصناف «أبو صرة 6557 دونماً، بلدي 1812 دونماً، يافاوي 7470 دونماً، مندلينا 2341 دونماً» بينما نسبة التساقط في منطقة الحفة تراوحت ما بين 5-60% للأصناف « أبو صرة 25-60%، يافاوي من 15-60%، فالانسيا 5-45% مندلينا، 25-60%، كلمانتين 35%، بلدي 35%، كريفون 5-30%، دموي 20-45%، حامض 10%، هجن (ماندلينا) 20%».‏

بينما الأكثر خسارة لثمار الحمضيات كما ورد في التقرير كان في منطقة القرداحة حيث تراوحت نسبة التساقط ما بين 70- 100%. فقد كانت لكل من أصناف «اليافاوي، أبو صرة، دموي 75%، كلمانتين 100%، بوميلو 65%، وهجن (ماندلينا) 70%».‏

وسعت مديرية زراعة اللاذقية لتسويق 3000 طن من الثمار المتساقطة إلى معامل العصائر في القطاع الخاص، على أمل أن يتم تنفيذ ما اتفق عليه مع مؤسسة الخزن والتسويق لتسويق 2500 طن ثمار متساقطة وذلك ضمن الاجتماع الذي انعقد في المحافظة لتخفيف خسارات المزارعين.‏

***‏

تساؤلات..؟‏

• زراعــــة الحمضيـــــات إلــــى أيـــن؟‏

• هل يمكـن تصـور أن سـعر باقـة كل من «البقدونـس.. الفجـل.. والبصـل الأخضر» أضعـاف ثمـن كيلــو الغـرام مـــن البرتقال..؟‏

• هل يستطيع مزارع الحمضيات تحمل الخسارة إلى ما لا نهاية.. ؟‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية