ووضعها في طريق الجهد الروسي الواضح لنقل متلازمة الصخب والضجيج والتنظير الأميركية من جهة، والاستعراض والغواية والتكلف من جهة أخرى التي كانت تطبع وتسم الاجتماعات السابقة والتي كانت تغزوها وتباغتها التدخلات الأميركية التي كانت تتحكم بمواقف وأمزجة أدواتها بواسطة الريموت.
على هذا النحو فإن لقاء موسكو قد رسم معادلات جديدة للحوار قوامها جملة من المحددات والأسس الوطنية المتينة والثابتة (مبادئ موسكو) التي حاول البعض فيما مضى تجاوزها أو تجاهلها أو نسفها قبيل الجلوس إلى أي طاولة حوار.
وبالتالي فإنه يمكن القول ودون الإغراق في التفاؤل إن لقاء موسكو قد أسس لمرحلة جديدة عنوانها الرئيس (الحوار لا يمكن أن يكون إلا تحت سقف الثوابت الوطنية التي لا يمكن لأي سوري شريف تجاوزها أو التفريط بها) انطلاقاً من أنها السبيل الوحيد والأكيد والمُنتج لأي حل سياسي يحقن الدم السوري بعيداً عن التدخلات الخارجية التي أثبتت التجارب المتراكمة نواياها وغاياتها وأهدافها الحقيقية التي جعلت من جراح وأوجاع ودماء السوريين مطية لتحقيق الأطماع والأهداف الاستعمارية.
ماهو مؤكد أن لقاء موسكو قد نجح إلى حد كبير برسم معالم الطريق لكل الراغبين بالحل والعودة إلى حضن الوطن، لكن الأهم من ذلك كله أن يدرك البعض وخاصة أولئك الذين لا يزالون يقامرون ويراهنون على الولايات المتحدة والغرب وإسرائيل، أنهم باتوا يراوحون خارج المتغيرات والمعادلات الجديدة التي رسمها وصنعها الجيش السوري وشعبه البطل الذي لن يتنازل عن ثوابته ومبادئه وصنع مستقبله بنفسه مهما بذل من أجل ذلك الغالي والنفيس.