تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مسؤول أميركي: بريطانيا «موقع أسود» لاستجواب المعتقلين لصالح الإستخبارات الأميركية

سانا- الثورة
الصفحة الأولى
الأحد 1-2-2015
بعد النفي البريطاني المتكرر حول مشاركتها في برنامج الاستجواب السري الذي قادته وكالة الاستخبارات الامريكية سي اي ايه عقب هجمات الحادي عشر من ايلول عام 2001 جاء مسؤول امريكي رفيع المستوي ليؤكد ان بريطانيا من بين المواقع السوداء

التي يتم فيها استجواب المعتقلين من قبل وكالة الاستخبارات الامريكية وذلك في اول اعتراف من نوعه بهذا الخصوص.‏

وكان تقرير اعدته لجنة من مجلس الشيوخ الامريكي اكد ان (ال سي اي) ايه لجأت إلى أساليب عنيفة وغير فعالة خلال استجواب معتقلين بعد أحداث 11 أيلول حيث تاكد أن التعذيب الذي مارسته وكالة الاستخبارات الامريكية على محتجزين لم يخلص إلى نتائج ايجابية وكان له أثر عكسي كما لم يساعد في أي وقت من الاوقات في الحصول على معلومات مؤكدة بوجود تهديدات إرهابية.‏

وفي تصريحات جديدة نقلت صحيفة الغارديان البريطانية مقتطفات منها كشف لورنس ويلكرسون كبير مساعدي وزير الخارجية الامريكي السابق كولن باول انه تم استجواب متهمين بالإرهاب ممن تحتفظ بهم وكالة الاستخبارات الامريكية على جزيرة دييغو غارسيا التابعة لبريطانيا على الرغم من النفي المتكرر من لندن وواشنطن بوجود مثل هذه العمليات على الاراضي البريطانية.‏

ووفقاً لويلكرسون فان وكالة سي اي ايه كانت تستخدم القاعدة العسكرية النائية في المحيط الهندي كموقع احتياطي لأنشطة شائنة مثل استجواب السجناء عقب هجمات 11 ايلول .‏

وهذه هي المرة الاولى التي يعترف بها مسؤول أمريكي بأن بريطانيا هي جزء من المواقع السوداء التي تمتد من بولندا إلى أفغانستان والتي تستخدمها وكالة الاستخبارات الامريكية للاستجواب والتعذيب.‏

وتابع ويلكرسون ان جزيرة دييغو غارسيا كانت تستخدم كسجن احتياطي لاجراء الاستجوابات مشيرا إلى أنه من الصعوبة القول ان كل ذلك جرى دون علم السلطات البريطانية.‏

وكان ويلكرسون 70 عاما قد شغل منصب رئيس هيئة الاركان خلال الغزو الامريكي العراق مبينا أنه لم يكن يعلم باستخدام وكالة الاستخبارات الامريكية للجزيرة الا بعد تنحيه عام 2005.‏

وبين ويلكرسون أنه وبناء على سنوات من الخدمة التي قضاها على ظهر هذه الجزيرة عام 1980 فانه من غير المرجح أن تكون أجريت أي استجوابات دون أن يكون الجانب البريطاني على معرفة وعلم بها، وخاصة أن قادة وضباط الاتصال في القاعدة هم من البريطانيين.‏

وكان كل من توني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق وجاك سترو وزير خارجيته نفيا أن تكون الجزيرة تستخدم لمثل هذه الاستجوابات السرية.‏

وبعد ان تزايدت الادلة حول مشاركة بريطانيا في برنامج الاستجواب السري الذي قادته وكالة الاستخبارات الامريكية عقب هجمات 11 أيلول اضطر وزير الخارجية البريطاني السابق ديفيد مليباند إلى القول عام 2008 بأن جزيرة استخدمت فقط للتزود بالوقود للطائرات الامريكية ولم تكن محطة استجواب أو تعذيب.‏

من جهة ثانية شدد دونالد كامبل المتحدث باسم جماعة ريبريف الحقوقية القانونية انه بعد مرور عقد من الزمن لا بد ان تتحمل الحكومة البريطانية كاملا الدور الذي لعبته جزيرة دييغو غارسيا في برنامج التعذيب الذي وضعته وكالة الاستخبارات الامريكية.‏

وقال كامبل ان الوزراء البريطانيين زعموا على الدوام أنه لم يتم احتجاز أي معتقل من قبل (سي اي ايه) على الجزيرة غير ان تصريحات ويلكرسون تشير إلى انه اما انهم كذبوا او تم الكذب عليهم مطالبا الحكومة البريطانية بان تعترف بالدور الذي لعبته الاراضي البريطانية في برنامج التعذيب المخزي الذي وضعته وكالة الاستخبارات الامريكية .‏

وكان تقرير لجنة من مجلس الشيوخ الامريكي اتهم وكالة (سي اي ايه) بالكذب على الجميع حول نجاعة برامجها للاستجواب بمن فيهم مجلس الشيوخ والبيت الابيض مشددا على ان الوكالة ادعت أن برامجها مكنت من الحفاظ على الارواح غير أنه ثبت العكس كما أن التقنيات المستخدمة كانت عنيفة والوكالة كذبت خلال تقديمها تقريرا حول اساليب الاستنطاق المتبعة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية