|
(موهبة) التلفيق والتشفيط !?!? آراء وتشفط طمأنينة وهدوء بال الارصفة والعابرين والعابرات , وتحرم العيون من النعاس والأشجار من بهجة الاخضرار والخطا من الاستقرار وتقتلع من المساء المساء ومن النهار النهار.. كأن كل هدوء وتأمل : في انحدار وانهيار.. لم يتوقف التشفيط على العجلات بل تعدى إلى التدمير الغرامي والفكري والدرامي : صارت الكلمات الحبية والعشقية والحنونة مثل أنصاف النعال, يستخدمها الجميع , وتسير عليها نعال أمانيهم الضالة والتافهة بعون الانهيار الانساني الكبير!? لكن التلفيق الدرامي لم يبق عند الشوارع المزدحمة بالمشفطين الغراميين وغيرهم من النصابين والمتسولين العصريين , الذين يتسولون الخداع لصالح الخداع والتفاهة لصالح جيوبهم وعيوبهم وقيسوا على ذلك !! والقياس صار ضرورياً في علم ونحو وصرف التشفيط والتلفيق والخداع الغرامي والفكري والاجتماعي والبيئي , كل حسن صار يحتاج الى اختبارات جمالية. وكل نظرة تحتاج الى قارئة فناجين ودواوين هوى وحنين. وكل وعد يلزمه بحث واستمارات ودواوين هوى وحنين . وكل وعد يلزمه بحث واستمارات واوراق ثبوتية مختومة بخاتم الصدق البلدي غير الملوث بدخان التلفيق الذي صار دارجاً وسيد الموقف . التلفيق الدرامي صار وسيلة كسب وثراء وصار ( موضة) و( فوضة) إذ أي عاطل عن الحب يكتب مسلسلاً عن الحب.و( يشفط) أحداثاً ويلفّق هموماً وحكايات ويضخّم أموراً ليست فنية, بأي شكل من الاشكال.. وبعد ذلك يصير كاتباً دراميا, ويقبض على أرواح المشاهدين بتفاهات وتلفيقات عجيبة. والبيئة القروية التي كانت بعيدة بعض البعد عن جنون الدراما وجنوح الدراميين حديثي النعمة وحديثي العهد بالحبر والحب وفنون الكتابة , لم تعد اليوم بمنأى عن سكاكين ( المبدعين الدراميين المعاصرين والمعاصرين جداً , والمعاصرين جداً جداً وأنصاف المعاصرين وأرباعهم والمبتدعين والمدعين والمرتزقين.. يا خوف اللغة والامكنة واللهجة والبيئة ويا أوجاعها!?) بدل الاقلام يستعملون السكاكين ليمزقوا حكايات وجمال القرية وتاريخ فرحها وطيبتها , كما شاهدنا في مسلسل ضيعة ضايعة الذي شوّه ومزّق شال رياح قرية السمرا وعباءة غيماتها وقصص عمرها البسيط كالشجر الطفل والدروب البكر والامكنة الصالحة للنقاء وهيبة البهاء . وغيره مسلسلات وثلاثيات وسباعيات مزقت المعاني البسيطة وخدعت حكمتها ورقتها لصالح التلفيقات الدرامية... وغير السمرا قرى أخرى ونقاء قرويّ جدير بالدهشة مرت عليه عجلات الدراما ليست الساخرة بقدر ما هي مسخّرة للبشاعات والعجلة الجنونية وراء المال والشهرة وارتزاق العلاقات الشبيهة بالفنية ... الفن مهما تحدثت احواله هو نبوءة الجمال والألق والاستشفاء الانساني أما (الفن الدرامي) الذي نراه هذه الايام ليس للاستشفاء بل للاستفشاء والاستجداء والتخريف والتخريب والتشفيط في دروب ذاكرة ووعي القرى والقرويين في احدى الثلاثيات التي سرقت العنوان أولاً سمعنا أحد الممثلين وهو يعبر عن دهشته ومتعة وجوده مع رائحة روث البقر.. هل صحيح ان القرويين لا يستمتعون إلا برائحة كهذه ?! وهم حراس حواكير الورد والبرد?! وفي الدراما التي يسمّونها اجتماعية وعنفية وقتلية ولصوصية وبوليسية تلفيقات وتشفيطات تكفي لسحق سعادة الشوارع والارصفة والمحبين والمحبات والعابرين والعابرات الى مسرات الوقت الحالي المضني من شدة القطيعة والبؤس الكوني. التخيّل موهبة المواهب وتجديد لا يستغنى عنه, وتشرف عليه مخيلة مثقفة وفنانة ومرتبطة بهدفها الانساني والفني.. وغالبا المخيّلة الفنانة لا تعمل لصالح الجشع والجيوب والعيوب ولا تسير وفق قناعات الانحطاط .. المخيلة الناجية من التشفيط والتلفيق هي صانعة معجزات فنية, ومؤثرة في كيان الواقع والعلاقات والإنسان.. تمرّ على الامكنة لتتلاقى مع مكنوناتها البكر فتصوغها وتسخر من اشواكها وتشوهاتها بلغة اعلى من التشوهات.. حوارات الكثير من المسلسلات تملك شيئاً من حسن اللهجة وعظمتها .. وتملك الكثير من التشوه والركاكة والانحطاط.. هل صارت التشوهات لهجة وبيئة وفناً?? قدر درامي احمق داست خطواته رونق البشر والشجر والحجر والانسان والمكان والعلاقات والحكايات في القرى والبلدات والمدن.. صار الانسان مسخرة وصارت الدراما مسخّرة لصالح عيوب وجيوب المشتغلين والمستغلين في حقول الدراما من أصغر حرف عشب الى اكبر واعلى جملة أغصان وإنسان وألحان وألوان وأحزان.. انه عصر الانهدامات الانسانية الكبرى!?
|