|
(سمعة البلد..) مجتمع ما حدا بي حقيقة إلى التحدث اليوم عن سمعة البلد, قضية استثنائية لفتت نظري في محكمة بداية الجزاء في التل, عن مواطن نشاز عن نسيج الشعب السوري المعروف بأمانته, ونزاهته, وإغاثته الملهوف, وإكرام الضيف, ومساندة اليتيم, وتلبية السائل, ورعاية عابر السبيل. هذا المواطن الفرد, الذي سولت له نفسه الضعيفة التورط في دعوى احتيال على مستثمر عربي , إذ أقدم على شراء بعض العقارات لمصلحة المدعي الشخصي عبد الحكيم الكندري ومن حر ماله بهدف إقامة مشروع مداجن فيها, وبتاريخ لم يمر عليه الزمن القانوني لجأ إلى بيع تلك المزرعة دون علم أو موافقة شريكه المستثمر بمبلغ (43) مليون ليرة سورية, وزعم أمامه عندما حضر متفقداً مشروعه في سورية أنه قد باع المزرعة بمبلغ (25) مليون ل.س فقط. وعندما تجادلا في الأمر, انفعل وثار, ورفض إعطاء المستثمر أي مبلغ متذرعاً له بأن له في ذمته حسابات ماضية, ردها إلى سنوات عشر كان يعمل فيها لصالح المستثمر... الأمر الذي حدا بالمستثمر إلى اللجوء للجهات المعنية التي أنصفته وأعادت الحق لنصابه. أتيحت لي فرصة التحدث مع هذا المستثمر الذي وضعني في تفاصيل ما جرى معه قائلاً: - منذ عام 1993 جئت إلى سورية مصطحباً أموالي لاستثمرها في بلد الأمن والأمان, فأدخلت مبلغ اثني عشر مليوناً من الليرات السورية, وقد شجع هدفي تحت ظل هذا البلد التواصل الحميم بين سورية ودولة الكويت بلدي الأول, وهنا في سورية وعند الشاب السوري (غ/ع) وضعت الأمانة البالغة اثني عشر مليون ليرة سورية ليقوم باستثمارها لصالحي -مقابل أرباح من نتاج هذا المشروع وفعلاً قام هذا الشاب بشراء ستة محاضر من العقارات في بلدة بدار سهل صيديانا بموجب وكالة كاتب عدل منظمة لدى كاتب دمشق, متضمنة تقبل شراء عقارات لي في سورية وتسجيلها باسمي بما يسمح به القانون في سورية, وإقامة مشروع زراعي حيواني للاستثمار -من زراعة أشجار مثمرة وتربية الدواجن للإنتاج من اللحم والبيض, وخلال سنة أو أقل أخذ المشروع بالإنتاج بعد تجهيزه بكافة الوسائل المطلوبة لذلك. لظني الصادق مع نفسي وحسن نيتي, لم أرغم الشاب المذكور على تنظيم أي عقد أو اتفاق في سورية لتثبيت حقي هنا سوى العقد المنظم بيننا في دولة الكويت بالاستثمار فقط. وبعد مرور خمس عشرة سنة من تقديم الأموال الطائلة, التي تتجاوز عشرين مليوناً من ثمن العقارات وثمن المعدات وإقامة هنكارات لتربية الدواجن, للسيد (غ/ع) كان قد أثرى ثراء فاحشاً, وعمد مباشرة إلى بيع المزرعة وبدون علمي وحتى اخباري برغبته فن البيع, فباعها للسيد حسام الشلبي بمبلغ ثلاث وأربعين مليون ليرة سورية, وراح هذا الأخير فباع المزرعة إلى جمعية الخليج العربي للسكن والاصطياف. وهنا وقفت عقارب الساعة لتدق ناقوس الانذار مهدداً بالخطر المحدق بي وبأموالي, وفور علمي ببيع المزرعة حضرت إلى بلدي الغالي سورية لأستطلع الأمر.. ورحت للسيد (غ/ع) لأعرف ما الحقيقة, وإذ به يهددني ويتوعدني بالقتل إذا لم اترك له مالي كله دون سؤال أو جواب. عندئذ حاولت معه وبوجود المصلحين القائمين على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اللقاء والتفاوض وإجراء المحاسبة للوقوف على الحقيقة, وأخذ كل ذي حق حقه, دون أي نزع أو خلاف إلا أنه طردني قائلاً ليس لك عندي أي مال أو حق حتى لو اشتكيت لأعلى سلطة.. وفوضت أمري إلى الله وقمت بتوكيل محام يدافع عن حقي ويرد لي ضائعي.. وابتدأت معركة الصراع بين الحق والباطل, وبعد مرور سنة كاملة, على التقاضي أمام القضاء الجزائي بمدينة التل -حصلت على حكم قضائي بإدانة- السيد (غ/ع) وحبسه مدة سنة وتغريمه بمبلغ وإلزامه بدفع مبلغ مليوني ليرة سورية لي كتعويض عن العطل والضرر الذي ألم بي من جرم ارتكبه ضدي ألا وهو جرم الاحتيال, وصدر هذا القرار برقم 385/لعام2008 عن محكمة بداية الجزاء في التل, وما زالت الدعوى المدنية لاسترجاع حقوقي وأموالي منظورة أمام محكمة البداية المدنية بالتل. شعور بالامتنان لا حدود له لمسته عند هذا المستثمر لاسيما بعد أن استحصلت محاميته على أمر بحجز الأراضي لصالح موكلها قبل أن يتصرف بها المشتري الثاني, كما لعب الأمن الجنائي دوراً كبيراً في ضبط الجاني خلال سرعة قياسية, إثر تواريه عن الأنظار وقدم لأجهزة القضاء, وقد عبر عن امتنانه هذا بالقول ختاماً: إني أقف وقفة شكر وامتنان أمام فخامة السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد راعي الحق والعروبة وحسبي شرفاً وعزاً أن أكون في سورية أم الأمة العربية, حيث أنا بين أهلي وإخواني وأتقدم بوافر شكري وامتناني وعرفاني, لكل من ساهم في إحقاق الحق ونصرة المظلوم ومعاقبة المسيئين إلى سمعة سورية العظيمة.
|