|
هل هي عاجزة..?! شؤون ثقا فية لم تعد المحال التجارية في سورية تستعين باللغة العربية لتسميتها وأصبح الأمر وكأنه من المحرمات وباتت الاستعانة بالمفردات الاجنبية من لغات شتى أمراً مألوفاً مررت في أحد شوارع منطقة المزة بدمشق أتجول بين المحال ولفت انتباهي أن محلا للحلويات يحمل اسم ديرتي وبالطبع هي مفردة انكليزية لكني أعتقد أن صاحب هذا المحل أطلق الاسم وهو لا يعلم ربما عن جهل وربما عن تقليد أن معنى ديرتي هو وسخ أو قذر فهل يصح أن يكون مطبخا للحلويات وهو وسخ وقس على ذلك الكثير . أما الأمر الآخر يبدو وكأن الجهات المعنية بترخيص المحال التجارية هي أيضا تعاني جهلا لغويا مدقعا وقاتلا فهم لا يعرفون أن كل كلمة لها معنى ولا يوجد مسمى لمجرد أنه مسمى فضلا عن عدم فرض التسميات العربية. سمعت مرة من أستاذ اللغة الانكليزية أن عدد مفردات هذه اللغة هو 85 ألف مفردة ومع ذلك فإن الحاجة لتسمية المخترعات الجديدة جعلتهم يخترعون مفردات جديدة أو يعملون على تركيب كلمتين أو ثلاث طبقا لقواعد اللغة لديهم حتى أصبح هذا الكم الهائل من المفردات وهم يعملون بشكل متواصل لتطوير لغتهم. أما نحن وقفنا مكتوفي الأيدي أمام ضياع هذه اللغة بحجة الانفتاح على الآخرين فهو ما لا يمكن السكوت عليه فالانفتاح على الحضارات والثقافات الأخرى لا يعني أن تلغي واحدة الأخرى ولا يعني أن ينصهر المفرد في المجموع فلكل حالته الحضارية والثقافية المتميزة. فقبول الآخر لا يعني أن آخذ منه كل شيء وأنسى ما لدي كما أن ذلك لا يعني ألا نفعل الآليات الواجبة لحماية لغتنا من الضياع.
|