تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


... لأنهم يكرهون السلام!

شؤون سياسية
الثلاثاء 2-6-2009م
عمران منصور

تنسب العنصرية إلى إسرائيل بلا منازع من خلال ممارساتها وانتهاكها حقوق المواطنين الفلسطينيين وتعاملها اللا إنساني في الأراضي الفلسطينية المحتلة واستخدامها أساليب قمعية بحق المعتقلين لإرغامهم على قبول الزي البرتقالي للمعتقلين في سجن غوانتانامو،

وعزمها طرد فلسطيني 48 من أراضيهم والقضاء على كل مايرمز لوجودهم مالم يتم الولاء المطلق لإسرائيل، وعلى الرغم من امتناعها عن حضور مؤتمرات تناقش مكافحة العنصرية حتى لا تدان لجرائمها، فإن بيان مؤتمر دربان الثاني الختامي لم يأتِ مطلقاً على ذكر إسرائيل والصهيونية بل أكد على حقوق الإنسان والمساواة والعدالة.‏

وبعد تقديم نتنياهو برنامج حكومته العنصري لم يأتِ قادتها المتطرفون بجديد أو انفراج على مستوى عملية السلام بل حاولوا الانقضاض عليها خلال جولاتهم في عواصم العالم وإقناع مسؤوليها بمشاريع ومخططات لاتمت بصلة إلى تطبيق قرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام ، وتفتقت أذهانهم عن خبايا عنصرية توثق في سجلات المجتمع الدولي والتاريخ.‏

فالعنصرية زادهم يغذون به العالم لإقناعه بأساطيرهم والترويج لها، هاهو أحد مبدعي العنصرية الإسرائيلية ليبرمان يستغل جولته الأوروبية بالترويج لمشروع عنصري على شاكلة النموذج القبرصي تقوم خلاله الحكومة الإسرائيلية بترحيل العرب الفلسطينيين إلى الضفة الغربية وقطاع غزة وعودة المستعمرين في مستوطنات الضفة والقطاع إلى إسرائيل، وبهذا تصبح إسرائيل دولة يهودية خالصة ليس فيها فلسطينيون ولامقدسيون، ويُجبر الشعب الفلسطيني على القبول بكيان ذاتي دون سيادة وإبقائه ضعيفاً فقيراً تابعاً لإسرائيل، ومن إبداعات ليبرمان العنصرية الأخيرة مشروع قانون يعاقب كل فلسطيني في أراضي 48 يحيي ذكرى نكبة فلسطين وآلام الفلسطينيين، بالسجن لمدة تصل إلى ثلاث سنوات ومن القوانين الأخرى تجريم كل فلسطيني لايعترف بيهودية الكيان الإسرائيلي.‏

إذا كان نتنياهو يرفض حل الدولتين ويعطي الأفضلية للأمن، ونائبه سيلفان شالوم يقول إن القدس لن تقسم و ستبقى العاصمة الأبدية لإسرائيل، وليبرمان يروج لمشاريعه ويهدد بإبادة الشعب الفلسطيني بالسلاح النووي، ورئيس «الشاباك» يوفال ديسكين يقول بوجوب القضاء على حماس وسلطتها قبل البدء في أي مفاوضات مع الفلسطينيين فعن أي سلام يتحدثون.‏

وترى أوريت دغاني الكاتبة الإسرائيلية في صحيفة «معاريف» أن الإسرائيليين يندفعون للحرب لأنهم يكرهون السلام ويعتبرون أن القوة هي الخيار الوحيد لتحقيق الأهداف، متسائلة «إن كنا محبين للسلام فلماذا نختار الحرب؟ ونتساءل بدورنا»أي أمل تبقى من لقاء أوباما مع نتنياهو» الذي تهرب في تصريحاته العدائية من ذكر «الدولة الفلسطينية» ورفض وقف الاستيطان مكتفياً بالحديث عن ترتيبات للتعايش بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي بل ذهب أبعد من ذلك إلى ربطه قضية تحقيق السلام مع الفلسطينيين بالملف النووي الإيراني وكأن القضية الفلسطينية وليدة اللحظة وليس للفلسطينيين تاريخ من المعاناة والاضطهاد والتهجير والأخطر من ذلك قفزه فوق ماتمتلكه إسرائيل من أسلحة دمار شامل.‏

في كل مرة تحاول إسرائيل بألاعيبها وادعاءاتها كسب تعاطف ومساندة المجتمع الدولي في أي موقف تشعر أنها محرجة وخاسرة فيه، فقد كانت في الماضي ومازالت تتحدث عن الهولوكست واليوم تتحدث عن خشيتها من إيران للوصول إلى أهدافها والبقاء على أطماعها التوسعية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية