|
هستيريا تل أبيب... ما أسبابها؟ شؤون سياسية الكنيست ناقش وأقر: أولاً: كل من يستذكر نكبة فلسطين- في الداخل- يعاقب بالسجن لمدة ثلاث سنوات. ثانياً: كل من ينكر (يهودية دولة إسرائيل) في الداخل يعاقب بالسجن لمدة سنة. ثالثاً: على كل فلسطيني في الوطن المحتل توقيع إقرار اعتراف بيهودية الدولة وأنه مستعد للنشيد الصهيوني والخدمة في (الجيش المحتل) تأكيداً لولائه للدولة الصهيونية، وإلا فإنه معرض لعقوبات، من بينها طرده من أرضه ووطنه ونزع (جنسيته). ووفق مشروع ليبرمان بالتحديد. هذا من جهة ومن ناحية أخرى لنلاحظ: أولاً: القيام بمناورات عسكرية جديدة.. في عموم الوطن المحتل. ثانياً: الإعلان مجدداً عن أن (القدس الموحدة هي العاصمة الأبدية للدولة اليهودية ورفض تقسيمها تحت أي ظرف). ثالثاً: مناقشة الكنيست لحل (دولتين لشعبين)، مايعني العودة إلى اسطوانة الوطن البديل. رابعاً: تناقض الحديث عن الاستيطان بصورة مفضوحة (نوقف بناء مستوطنات جديدة- ولكننا نواصل تسمين المستوطنات القائمة- لأنها تنمو طبيعياً- ومستعدون لتفكيك المستوطنات العشوائية)، الهدف هو جعل العرب عموماً والفلسطينيين خصوصاً يقولون إن هناك (استيطاناًمشروعاً) وآخر غير مشروع، مع أن القانون الدولي يقول بلا شرعية أي تعديل أو إجراء يقوم به المحتل. خامساً: الحديث الجديد المثير للسخرية عن (حكم ذاتي) محدود للفلسطينيين- إن تم رفض مشروع مؤامرة (دولتين لشعبين). ماذا جرى لهؤلاء؟ وهل هم ينطلقون من موقع القوة أم أنهم ينطلقون في المسار الهستيري، هذا من موقع الإحساس بالأجل المحتوم للصهيونية ومنتجها المسمى (إسرائيل)؟. إنهم يتحدثون اليوم- أيضاً- عن ضرورة نسيان الصراع العربي الصهيوني- ويدعون إلى تغيير اتجاه العدو من (تل أبيب) إلى طهران. إنهم أيضاً ينسون تماماً أن العالم موجود وهو يعلم أن هناك قرارات دولية فيها إقرار للشعب الفلسطيني بحق العودة والدولة المستقلة وعاصمتها القدس. وأن هناك قرارات دولية تقول للمحتلين إن عليهم الانسحاب من الأراضي العربية التي احتلوها في العام 1967 لكنهم (يطنشون) العالم كله- ويحاولون التصرف (بذكاء) على اعتبار أن الدنيا كلها (غبية) وأن الكيان الصهيوني- الاحتلالي والاحلالي هو وحده الذكي والقادر على تغيير مسار حركة التاريخ وإرغامها بالقوة والغطرسة والبلطجة للمسير كما يشتهي هو من دون خلق الله كلهم. هذه القرارات، وهذه التصرفات والتصريحات والتهديدات، دلائل مؤكدة على أن الكيان الصهيوني في الطريق إلى الهاوية، إنه الكيان الوحيد في العالم القائم على الغزو والاحتلال والترانسفير وإنه الكيان الوحيد في العالم الباحث عن تشريع عالمي ( للعنصرية- الدينية) وذلك بالدعوة المجنونة لاعتراف أممي وعربي وإسلامي وفلسطيني بيهودية (إسرائيل)، وأنه الكيان الوحيد في العالم الذي يصر على إرغام أكثر من خمس السكان الأصليين أصحاب الأرض- على أداء قسم الولاء للمحتلين والتعهد بالدفاع عن الاحتلال والغزو والاغتصاب وإلا فإنهم معرضون للسجن والتعذيب بموجب (القانون)، وأنه الكيان الوحيد في العالم الذي ربما يلجأ قريباً جداً إلى التنقيب في العقول وفي الضمائر وفي القلوب عن احتمال استذكار النكبة- التي أصابت شعب فلسطين الذي كان حينها نحو مليون إنسان ليصبح اليوم أحد عشر مليوناً. إنه الكيان الوحيد الذي يريد أن يسجن الدنيا إن هي قالت:(إن إسرائيل محتلة- وإن الخامس عشر من أيار 1948 كان نكبة لشعب فلسطين)، وإن قادة وساسة هذا الكيان مستعدون لتوجيه تهم المس بالقوانين والنواظم الدولية إلى مليارات البشر الذين يقولون إن الكيان الصهيوني احتلالي وإنه عنصري- وإنه لاينفذ قرارات الأمم المتحدة، وإنه عدواني، هذه الهستيرية نتجت في الأصل عن حقيقة أن العالم كله قد اكتشف الحقيقة الصهيونية، وأن الشعب الفلسطيني - والعرب- وكل أحرار الدنيا -بالمرصاد لكي يتم تصحيح مسار التاريخ- ليتم إحراق صفحة من أشد الصفحات اسوداداً وظلماًوعاراً في صفحات التاريخ الإنساني على الإطلاق وعبر الدهور كلها. nawafabulhaija@ yahoo.com
|