يقوم الرئيس الاميركي باراك اوباما هذا الاسبوع بحملة دبلوماسية هي الثالثة له في أوروبا لهذا الغرض، وهو يواجه ضغوطاً لاظهار سياسته الخارجية التي تقوم على تكوين توافق أراء يمكن أن تنجح فيما فشلت الادارة السابقة بسياستها التي كانت تتبعها.
وحول هذا الامر كتبت وكالة رويترز في تحليل لها أمس ان أوباما سيتوجه الى المانيا وفرنسا وأن زيارته ستكون مشبعة بذكريات الحرب العالمية الثانية اذ سيزور معسكر بوخنفالد النازي في المانيا وشواطىء في نورماندي لاحياء الذكرى الخامسة والستين لعملية انزال قوات الحلفاء مشيرة الى ان لاوباما اهتماما شخصيا بالموقعين اذ ان أحد أقاربه القدامى ساعد في تحرير أحد المعسكرات الفرعية من بوخنفالد كما أن جده الذي ساعد في تنشئته دخل فرنسا عبر نورماندي بعد يوم الانزال كجزء من جيش الجنرال جورج باتون.
واشارت الوكالة الى ان أوباما عندما خاض انتخابات الرئاسة الامريكية العام الماضي قال ان سياسة بوش أبعدت أصدقاء الولايات المتحدة في الخارج ووعد بالوصول للدعم الدولي للمبادرات الامريكية من خلال الاصغاء الى الحلفاء بدلا من املاء القرارات عليهم لافتة الى ان نتيجة هذه السياسة حتى الان غير حاسمة.
وأضافت الوكالة انه في الجولة الاولى من القمم المهمة التي بدأت في نيسان كان لدى أوباما هدفان كبيران وهما اقناع الاوروبيين بتحفيز اقتصاداتهم أكثر للمساعدة على انهاء الازمة المالية العالمية وحشد المزيد من الدعم من أجل الصراع الدائر في أفغانستان وانه بعد تلك القمم أعلن اوباما الانتصار ولكن السبب الرئيسي في ذلك أنه خفض سقف التوقعات للحد الادنى حتى أنه لم يتعين عليه الضغط على الاوروبيين للحصول على أكثر مما هم مستعدون لتقديمه.
من جهته اعتبر تشارلز كوبتشان وهو خبير بالشؤون الاوروبية في مجلس العلاقات الخارجية أن رحلة نيسان سرت بشكل طيب للغاية بمعنى أن أوباما قد اتخذ قرارا متعمدا بخفض سقف التوقعات وتكوين علاقات قوية مع أوروبا حتى اذا كان هذا يعني عدم الحصول على كل ما كان يريده فيما يتعلق بتحفيز الاقتصاد أو فيما يتعلق بالقوات لافغانستان.
وقال كوبتشان ان اوباما سيحقق انجازا كبيرا اذا تمكن من الحصول على نوع من الالتزامات الملموسة من ميركل و ساركوزي وانه يحتاج خلال عام 2009 الى تحويل الشعبية الى أشياء ملموسة.