الملف الكوري الديمقراطي النووي بكل تداعياته وتطوراته اعاد الى الدبلوماسية الدولية زخمها بعد تصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية اثر تجربة نووية ثانية والتي تعد الثانية منذ تشرين الاول 2006 التي أجرتها بيونغ يانغ على خلفية تباطؤ المفاوضات السداسية لحل ملفها تلك المفاوضات التي تعتبرها موسكو وبكين المفتاح الرئيس لحل الازمة.
وفيما يواصل مجلس الامن اعداد مشروع قرار بفرض عقوبات على كوريا الديمقراطية بسبب التجربة النووية الاخيرة الامر الذي اعتبرته بيونغ يانغ إذا ماتم الموافقة عليه اعلان حرب.
أعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند امس ان الدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي تعكف حاليا على اعداد مشروع قرار يفرض عقوبات على كوريا الديمقراطية بسبب التجربة النووية التي نفذتها مؤخرا.
وذكرت (اب) ان ميليباند اعتبر تجربة كوريا الديمقراطية خاطئة وخطيرة وانها تشكل خرقا لقرارات مجلس الامن السابقة داعيا بيونغ يانغ الى العودة للمحادثات السداسية.
ويقول مسؤولون ان العقوبات قد تشمل عقوبات مالية وحظرا مشددا على الاسلحة اضافة الى تفتيش السفن التي يشتبه بها.
في هذه الاثناء تواردت انباء من وسائل اعلام كورية جنوبية عن ان صاروخاً بعيد المدى قد نقل الى قاعدة اطلاق في شمال غرب كوريا الديمقراطية والواقعة على الحدود مع الصين مايشير إلى أن بيونغ يانغ تستعد لتجربة أخرى.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد بحث مع نظيرته الامريكية هيلاري كلينتون عملية معالجة مجلس الامن للوضع الناشىء بعد التجربة النووية التي أجرتها كوريا الديمقراطية مؤخرا.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها امس ان لافروف و كلينتون ناقشا خلال اتصال هاتفي بينهما سير العمل المشترك في مجلس الامن.
وقد اعلنت روسيا انها لا تملك معطيات رسمية عن ان كوريا الديمقراطية تعتزم اطلاق صاروخ بعيد المدى.
واشار مصدر مطلع في وزارة الخارجية الروسية امس الى انه من المبكر التحدث عن هذا الامر وان موسكو سترصد بانتباه تطورات الوضع.
بينما قال وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس امس إن كوريا الديمقراطية تستعد على ما يبدو لاجراء اختبارات على صاروخ طويل المدى.
ونقلت (أب) عن غيتس قوله في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الدفاع الفلبيني جلبيرتو تيودورو في العاصمة الفلبينية مانيلا ان نوايا كوريا الديمقراطية ليست واضحة حول ما ستفعله بهذا الصاروخ مشيرا الى أن معالجة ما وصفه بالتهديد الذي يشكله الصاروخ الكوري الديمقراطي لن تتم الا بمشاركة جميع الدول.
يذكر أن غيتس وصل في زيارة قصيرة الى الفلبين حيث يقوم عسكريون أمريكيون بتدريب ومساعدة القوات المسلحة التي تخوض مواجهات ضد المسلحين في جنوب البلاد وسيغادر متوجها الى الاسكا قبل أن يعود الى واشنطن اليوم.
كذلك قال غيتس ان بلاده لا تستعجل البحث عن خيارات غير المحادثات السداسية لحل ملف كوريا.
وفي الاسبوع الماضي قال مسؤولون أمريكيون ان غيتس ابلغ نظيريه في كوريا الجنوبية واليابان انه رغم ان الدبلوماسية هي الاسلوب المفضل في التعامل مع كوريا الشمالية الا انه يمكن بحث اجراءات اخرى اذا لم تؤت ثمارها.
وقال غيتس للصحفيين في العاصمة الفلبينية مانيلا فيما يتعلق بالفريق الذي يزور طوكيو وسول وموسكو وبكين اعتقد ان من المهم لنا أن نتعامل مع الامر خطوة بخطوة ولن افترض اننا لن ننجح في الحصول على اتفاق واسع من السير قدما.
واردف غيتس اعتقد ان علينا ان ننتظر لنرى كيف تسير هذه المحادثات وما هو رد فعل شركائنا الاخرين في المحادثات السداسية بخلاف بيونغ يانغ للتطورات التي حدثت خلال الاسابيع القليلة الماضية ونرى أين ستتحرك الجهود الدبلوماسية من هنا وأفضل ألا أتكهن بما قد نفعله بعد ذلك.
وكانت كوريا الشمالية اطلقت في 5 نيسان الماضي صاروخاً قالت ان هدفه وضع قمر اصطناعي للاتصالات في المدار.
ومنذ تجربتها النووية في 25 ايار التي ادانها مجلس الامن الدولي اطلقت كوريا الشمالية ستة صواريخ قصيرة المدى بحسب وزارة الدفاع الكورية الجنوبية.