تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لا نحادث كلَّ عدوّ!!

ترجمة - دوف فايسغلاس
الأحد 4/5/2008
تقديم وترجمة : أحمد أبو هدبة

ان عدم وجود سياسة إسرائيلية حازمة وقاطعة تجاه حماس إخفاق كارثي. ليس حكم حماس في القطاع خطراً وجودياً فحسب, فإذا لم يصد ويحسم فسينتشر الى (يهودا والسامرة) وسيفضي أخر الأمر الى إقامة دولة فلسطينية فعلية يحكمها أشد أعداء إسرائيل تطرفا.

في اليوم الذي سترفع فيه حماس رايتها في يهودا والسامرة ستنتهي السلطة الفلسطينية بتركيبها الحالي, وسيختفي قادتها المشاركون في محادثة إسرائيل سياسياً وربما مادياً أيضا. وستلغى سلسلة الاتفاقات والتفاهمات والقرارات الدولية التي عقدت في السنين الخمسة عشرة الأخيرة. وسيتلاشى حلم السلام الاسرائيلي الفلسطيني تماماً.‏

يجب على إسرائيل ان تفهم ان مناضلة حماس تكاد تكون مسألة وجودية, يبين التاريخ ان إسرائيل أحسنت مواجهة التهديد العسكري للدول سواء أكان بالمواجهة الخفية وفشلت في مناضلة المنظمات الإرهابية التي تعمل على نحو مشترك مع السكان. هذا سر قوة حماس وجوهر خطرها: ففلسطين الحماسية لم تقض على دولة إسرائيل بل ستخرج روحها . اجل من المهم الحديث الى العدو عندما يمكن ان نقدر ان يوجد برنامج مشترك. اما العدو الذي جوهر وجوده سلب اسرائيل وجودها كدولة يهودية فليس أهلا للمحادثة.‏

ان السلام مع اسرائيل يناقض جوهر وجود حماس, ولا تميل المنظمات المتطرفة الى القضاء على نفسها راغبة. لهذا فإن كل تسوية عارضة ليست سوى نقطة استراحة وانتعاش في الطريق الى الغاية النهائية وهي محاولة القضاء على اسرائيل كدولة.‏

في أيار 1940, عندما وزن مجلس الحرب البريطاني المصغر البدء بمحادثة هتلر (الذي لم يرد حقاً القضاء على بريطانيا), كان تشرشل هو الذي قرر انه يوجد أعداء لا يحادثونهم بل يناضلونهم حتى الحسم. وبهذا غير مسار التاريخ البريطاني والعالمي.‏

اما عندنا للأسف الشديد فيهب صباح مساء ساسة (عمليون) يقترحون (ان نكون عملين ) وان نحادث حماس. وتتعلم حماس ان الصبر, والعناد والسكينة ذات نفع.‏

فشلت حماس فشلاً ذريعاً في غزة: فأكثر عملياتها العسكرية غير ناجحة, وأناسها يقتلون مئات, والحصار الدولي (الذي يشتمل على العالم العربي) آخذ في الضيق, والاقتصاد ينهار لكن كلما ازداد فشلهم ازدادت قوتهم السياسية. والسبب في ذلك التردد الاسرائيلي.‏

لا يحل اي اتصال إسرائيلي بحماس سواء أكان مباشرة ام غير مباشر. ويجب ان يطبق الحصار لغزة مع الخضوع للقيود الإنسانية بحرص. ويجب ان يستمر النشاط العسكري, بهجمات مكررة, وتردد عال مع تعريف قيادة حماس كلها على إنها هدف مباشر للاغتيال وتدمير جميع بناها التحتية في غزة. يجب على اسرائيل ان تقف تماماً جميع المحادثات الموجهة الى (تسوية).‏

ان وجود جلعاد شليت بالأسر سيثقل على اسرائيل في كل محاولة لإخضاع حماس التي تشمل الجندي المختطف في جميع القضايا التي تقلقها: وقف اطلاق النار,وفتح المعابر, وإزالة الحصار وما أشبه. اسرائيل مهتمة اهتماماً مباشراً بإعادة الجندي وذلك قبل كل شيء بسبب الواجب الأخلاقي الأعلى لفعل ذلك ولا يقل عن ذلك سلب حماس ذخراً غاليا.‏

ستستعمل حماس المساومة في جلعاد شليت لاحراز غايات بعيدة الأمد. قد يتبين ان اطلاق سراح السجناء الفلسطينيين ومنهم أولئك الذين يجب ان يوجدوا في السجن طوال حياتهم بسبب أعمال قتل مرعبة هو آخر المطاف أهون الضرر .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية