تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ذكريات في الفن ...في المجلس الأعلى

فنون
الأحد 4/5/2008
عادل أبوشنب

كان في سورية مؤسسة ثقافية تدعى المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية وكنت في أوائل الستينيات قد انتخبت عضواً في لجنة المسرح التابعة لهذا المجلس وكان يضم حوالي تسعة أعضاء

من بينهم المرحوم نجاة قصاب حسن والمرحومان نهاد قلعي وحكمت محسن, وبفعل هذه الزمالة كان يقص المرحوم حكمت عليّ بعض قصص نشأته الأولى عندما كان يكافح ليثبت وجوده في عالم مسرحي ,لم يعترف بالمسرح باللهجة الدارجة إلا بعد جهد جهيد.‏

ومما قاله حكمت محسن إنه عندما سافر إلى اذاعة الشرق الأدنى في قبرص كان يركب الطائرة للمرة الأولى وعندما دارت المضيفة بصندوق السكاكر توزع على الركاب أعرض حكمت عن أخذ واحدة, لأنه كان يظن أنها لا تعطي السكاكر إلا بمال, وهو فقير, ولا يستطيع بعزقة القليل الذي معه.‏

وقص عليّ فيما قصه أنه ذهب ليحيي سهرات رمضانية في الاذاعة التي كان مركزها قبرص فسألوه: ماذا جلبت لنا من انغام, فأخرج ورقة وريشة, كان يفضل الكتابة بها بخط عريض مهزوز جئتكم بهذه وبهذه أي بالريشة والورقة لأنهما رأسماله الوحيد في الكتابة, كان المعين الذي يأخذ منه قصصه هو الناس في الحارات الدمشقية, وقد روى زميله ورفيق عمره تيسير السعدي الذي بلغ الحادية والتسعين مد الله بعمره أنه نشأ في حارة متواضعة وكان يصغي إلى مشكلات الناس ويدونها ويصوغها بقالب فكاهي ويقدمها, ولهذا بلغت حكايات (أبو رشدو) النجاح والانتشار الكبيرين حتى أنه عندما كانت تذاع حلقة من حلقات برنامجه يحدث عدم توازن في الشارع وكان الناس يحتفون به ليأتوا إلى بيوتهم ويستمعوا إلى خطاباته.‏

روى لي تيسير أنه عندما قدم للاذاعة السورية لأول مرة رفضه مديرها لأن تمثيلياته مكتوبة بلغة دارجة, بل بلغة أقرب إلى لغة العامة.‏

هكذا هو الفن الأصيل لايتوفر للفنان إلا بالمثابرة والجهد والاقتراب من الناس حتى يكون ضميرهم الحي.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية