تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


التعليم الفني والمفاضلة.. مكانك راوح

أروقة محلية
الخميس 5-10-2017
ميشيل خياط

لم تتحقق نبوءة الدكتور اكرم القش عميد المعهد العالي للدراسات السكانية بقيام وزارة التعليم العالي بافتتاح معاهد تقنية عليا لاستيعاب اكبر عدد من خريجي المدارس الفنية بشكل خاص والمدارس العامة بفرعها العلمي على الاقل ...!

نتائج المفاضلة نمطية وتقليدية وعادية تبدأ بفروع الوجاهة الجاذبة للفرع العلمي: فروع المهن الطبية....‏

فروع تصدير الكفاءات السورية الثمينة لإغناء حركة الحياة في أوربا وأميركا ...!‏

ثم تأتي الفروع الأخرى والفرص الكثيرة للعلمي بشكك خاص والأدبي بشكل عام .‏

وكلها فروع - عدا الهندسات- إما تعليمية أو توظيفية وراء المكاتب .‏

وفي سوق العمل 3000 مهنة منسية .‏

في العالم الآن توجه نحو التغيير المهني: إعلانات في محطات القطارات والمولات الكبرى والساحات الشهيرة في أوربا تحث الناس على أن يبدؤوا من جديد وأن يغيروا مهنهم التي ملوها أو لم يبدعوا فيها أو كرهوها أو لم تعد تتلاءم مع أوضاعهم الجسدية أو أحوالهم النفسية .‏

قد تكون هذه الحملة في مصلحة المستثمرين الذي يبحثون عن رواج للمؤسسات المهنية والمعاهد التقنية الخاصة التي تفتتح بكثرة في تلك البلدان، لكنها عملياً، توفر فرص حياة أفضل للشبان والشابات إذ تتيح لهم امتلاك مفاتيح المستقبل ذلك أن السبب الجوهري للبطالة هو عدم إتقان مهنة مطلوبة في سوق العمل .‏

وأعود للدكتور القش وهو كبير خبراء - الديموغرافيا- في سورية وأحد أكثر الخبراء الكبار نشاطاً على صعيد الدراسات السكانية السورية وهو من قاد فريق عمل البيانات السكانية التي أظهرت أن سورية تمر في مرحلة - انفتاح النافذة السكانية- وهي مرحلة لا تتكرر في تاريخ الشعوب وتستمر 35 سنة وقد بدأت في التسعينات وتمتاز أن نسبة الشباب في المجتمع ترتفع إلى 50% وأكثر وهذا كنز كبير على صعيد الموارد البشرية إذا احسنا استثماره في مشاريع إنتاجية تحتاج إلى قوة الشباب وعزيمتهم وأيديهم الماهرة.‏

ولئن جاءت الحرب الظالمة وعطلت كل شيء ودمرت وقتلت فلقد سرقت من تلك الفرصة التاريخية سبع سنوات.‏

في السنوات المتبقية من مرحلة انفتاح النافذة السكانية في سورية ومع بداية الإعمار عمروا أيدي الشباب بالمهارات المهنية: لايجوز أن يبقى التعليم الفني في سورية: مكانك راوح وهذا خطير لأن حال هذا التعليم المنقذ للشباب أنه في تراجع وعزوف وتسرب لانسداد الأفق الجامعي، وللأسباب ذاتها وربما أكثر منها أن الآوان للتعليم العالي أن ينزل إلى الحياة وأن يساهم في حل مشاكلها .‏

أم نترك الآخرين - وعلى طبق من ذهب- يستفيدون من الفرصة التاريخية السورية التي لا تتكرر ويأخذون أهم مانملك من ثروات: مواردنا البشرية من الشباب الذين لا يجدون عملاً لأنهم لا يمتلكون مهنة مطلوبة في أسواق العمل ويظنون أن الهجرة هي الحل.‏

فإذا بدول صيد البشر تؤهلهم قسراً وفي ظروف قاسية وتزجهم في أعمال مضنية تحت سيف الطرد والتهجير.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية