تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


سورية ... من التحرير إلى النصر الكبير

منوعات
الخميس 5-10-2017
المهندس علاء منير ابراهيم*

نعم.. كانت مفاجأة.. وكانت صدمة.. فقد فاجأت حرب تشرين التحريرية قبل أربعة وأربعين عاماً العالم، وشكلت صدمة أصابت الكيان الصهيوني وخبراءه وعقوله الشريرة في الصميم.

فمبادرة العرب الاقتحامية الأولى في العصر الحديث هذه -وخاصة السوريين والمصريين منهم- أحدثت تغييراً استراتيجياً في معادلة الصراع العربي- الإسرائيلي، ما يزال ماثلاً وحاضراً أمامنا إلى يومنا هذا، وسيستمر في حضوره إلى أن يتحقق التحرير الكامل عاجلاً أم آجلاً.‏

فتحطيم الجيشين السوري والمصري لخطوط دفاعات العدو واقتحامها، لم يكن حدثاً عادياً عابراً، ولن يكون، على الرغم من محاولات التشويش المتعددة والكثيرة على روح حرب تشرين وأبعادها ودلالاتها على غير صعيد، بهدف التقليل من شأنها، لأسباب أكثر من واضحة.‏

مئة عام، والأمة تدفع أثماناً كبيرة لـ «وعد بلفورالمشؤوم» وهي مرشحة للدفع أكثر، لأن وعوداً كثيرة أشد فتكاً من وعد بلفور، منها ما ظهر مؤخراً على الساحات العربية بشكل علني، ومنها ما هو طيّ الكتمان والسرية في كواليس قوى الشر والهيمنة وأبطال الفوضى الخلاقة «والحروب الاستباقية».؟!‏

هذه الفوضى الخلاقة، وهذه الحروب الاستباقية، لن تتوانى -في حال نجاح مخططاتها- عن محو دول بأكملها -تاريخاً وحضارة وجغرافيا- من خريطة العالم، جاعلة منها ساحات للذبح والقتل والتقسيم والتدمير وتشويه الأديان وإعادة المنطقة إلى كهوف شريعة الغاب الظلامية، وعصور ما قبل التاريخ.‏

إن ما جرى، ويجري اليوم في المنطقة تحت يافطة «الربيع العربي» المشؤوم انكشف على حقيقته الإرهابية، وسقطت عنه كل مساحيق الديمقراطية والإدعاءات الكاذبة، فقد تأكد -حتى للكثير ممن ساروا في دهاليزه على أنه عدوان رهيب، وهجمة فائقة القذارة والخبث على هذه المنطقة يستهدف فيها الحجر والبشر والتاريخ والحضارة والمستقبل.‏

وإذا كان العرب، وتحديداً منهم السوريون، حاربوا في تشرين التحرير عدواً عنصرياً احتلالياً معروفاً للجميع، وحتى من كان يدعمه، كان معروفاً بالاسم والعنوان.‏

أما اليوم، وخلال السنوات السبع الماضية، فإن السوريين يخوضون حرباً لم يشهد التاريخ لها مثيلاً ضد الاحتلال والتكفير والظلام وقراصنة الأديان وقطاع الأرزاق والأعناق وضد قوى شريرة متعددة الألوان والأشكال والجنسيات. وهم في ذلك يكملون ويستمرون رافعي روح تشرين التحرير، مستحضرين معانيها وتضحياتها وبطولاتها، دفاعاً عن الحرية والعلمانية والإنسانية والعدالة، ولن يقبلوا بعد اليوم أن يكونوا حقل تجارب ودريئة لتصويب وتمرير المشاريع الاستعمارية المشبوهة والمتوحشة مهما كان الثمن وتعاظمت التضحيات.‏

فأبطال الجيش العربي السوري يسطرون اليوم ملاحم المجد وأساطير البطولة والصمود، وها هم -كما أسقطوا «أسطورة الجيش الذي لا يقهر» قبل أربعة وأربعين عاماً- يسقطون مقولة «داعش باقية وتتمدد» وهي تتلاشى وتضمحل يوماً بعد يوم بفضل بسالة وشجاعة وإقدام أبطال الجيش العربي السوري الذي يلتف حوله الشعب الواسع والذي يتخذ من السيد الرئيس بشار الأسد الأنموذج والمثال والقدوة في الصمود والبسالة والشجاعة والمقاومة.‏

فالسوريون.. شعباً وجيشاً وقائداً يسطرون التاريخ بأحرف من نور ويبنون الحاضر المتين الذي يعد بمستقبل مشرق، رحيب، تشرق شموسه على كامل جغرافيا وطننا السوري الحبيب؛ يحدوهم الأمل الكبير بإنجاز التحرير الشامل والنصر الكامل.‏

وستبقى دروس حرب تشرين التحريرية نبعاً ثرّاً ينهل منه السوريون إلى آجال قادمة، كما ينهل اليوم أبطال سورية منه، ويضيفون إليه خزاناً كبيراً من البطولة والتضحيات، واجتراح المستحيل والمعجزات، تحت رايات قائد امتطى صهوة المجد وقاد الرياح المحلية والإقليمية والدولية، بما تشتهي إرادة شعبه وكرامته.‏

* محافظ ريف دمشق‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية