لأجل واقعها العصي الذي عزَّ فيه إماتة الجمال في أرواح أهلها، حاول أعداؤها إجهاض أحلام أبنائها التي كانت تتنامى لتحلق قبل أزمتها، عبر المنصات الجوفاء سياسياً، ورايات السواد التي حملها إرهابيوهم؛ ليزرعوها على الأرض السورية.
أحب الوهابيون أكل الحصرم حامضاً؛ من يد ترامب، المهم أن يحفظ عروشهم، ولا يهم أن يضرس سكان الأرض التي تحتلها عائلة بني سعود.. جوع وقهر وصرف موظفين من الخدمة لأجل ضغط النفقات.. مقابل الصرف على الإرهاب في سورية.
لا يهم أن يضرس السوريون أيضاً، المهم العودة بسورية إلى مجاهل التاريخ، حتى لو كان بالنار الإرهابية، التي طوقوها بالدين، والتهريج السياسي لتبقى صولجاناتهم وتيجانهم بمعزل عن الانهيار، ظناً أن النار لن تقرب عباءاتهم.. والعروش.
كأن أكل الحصرم أصبح غيَّةً لدى المتنفذين.. بدءاً من البيت الأبيض.. ترامب يأكل الحصرم، وحكام الخليج يضرسون، السعوديون والقطريون، كل يكزُّ على النواجذ. وهو يلتقط الحصرم من عرائش خزائنهم، حتى الكثير من الأمريكيين يضرسون منه
لعل الرجل يعيش رحلة خيالية، أو مع أليس في بلاد العجائب، فحديثه عن الملف الإيراني النووي، وتهديده لكوريا، وعدم التزامه الأدبي والرسمي مع روسيا لأجل مكافحة الإرهاب، وارتكاب طائراته المجازر ضد المدنيين في سورية جنون ومجون
أصبحت عقارب الساعة تدور عكس الزمن، فمصالح الشعوب ضائعة في متاهات العصبيات العليلة، حتى اختلط الأصل بالظل، في أزمة تداخل الدين بين فقه السلطة والسياسة والحركات التكفيرية. وآكلوا الحصرم ممولين لأطماع العدو الصهيوني.
أموالهم أسهم مسمومة تغرس في نسق الوجود الإنساني لتدميره.لا هَمَّ أن يظلوا خرافاً في قطيع يقوده البيت الأبيض. المهم أن يأكلوا منه حصرماً. ويجمعون من فقدوا عقولهم من البسطاء والزعران، ليصنعوا منهم هياكل مزنرة بأحزمة ناسفة.
أحزمة تتفجر كلما أفلس مصنعوهم وشارفوا على الهزيمة.كما أولئك الذين فجروا أنفسهم في حي الميدان الدمشقي.. وطائراتهم المسيَّرة تلقي حمولاتها حيث ينجز الجيش العربي السوري انتصارات على أرضه، ضد رسلهم القتلة الإرهابيين.
كلما أحس نتنياهو بقرب فشل زبانيته، وخسارة نجاحه على جبهة الجولان المحتل. يحرك جبهة أخرى.. هاهو يأكل الحصرم مع ابن الخالة وابن العم ناحوم أو مشعو الذي كنِّيَ بمسعود البرزاني، لا يهم أن يضرس الأهل الأكراد وتفسد حياتهم..
لا يهم أن يخسر الأكراد مكانتهم بين أهليهم والعالم، ويخسروا انتماءهم لعراقهم، ويكسبوا عداوة الجوار والعالم والأمم المتحدة، ومجلس الأمن. المهم أن يأكل البرزاني الحصرم لاعباً على وتر القومية ومكاسب الدولة المستقلة، فِكْرٌ صهيوني.
لا يهم أن يُحَاصَرَ الأهل في أربيل والخيبات التي ستواجههم، مادام الفاقد للشرعية منذ سنتين. يأكل الحصرم الصهيوني.. يتوفى جلال طالباني ويبكيه العراق الذي كان رئيسه زمناً، سعى خلالها صَهْرَ العراقيين في عراقيتهم. لاعرقية ولاطائفية
آكلوا الحصرم في هذا الزمن الأغبر كثر.. كم من الحصرم أكلت قيادات الداخل الفلسطيني، في تنازعها على السلطة وخضوعها للعدو الصهيوني واعتذارها عن الأعمال الفدائية والاستشهادية. وَمَنْ في غيابات الزنازين وأهلهم يضرسون..
كل أعداء الأمة العربية يصبون جام حقدهم على سورية، يفتحون مع كل صباح بازار الموت بأسباب جديدة. يحاولون قتل الحق، لكن مناعتنا أعتى من خناجرهم المسمومة.. مادام الشعب والجيش واحد، والصبر أفضل المسكنات على ألم الوطن.
أوهام أعدائنا بلا نهاية. ملوكهم وحكامهم يطلبوننا أمواتاً، ونحن نطلب الأمان في وطن ظل رمزاً للأمان منذ سفينة نوح.. مهما احتكر الدواء صناع أوجاعنا.. سنظل نعزف على وتر التفاؤل، ودماؤنا تتدفق كما على الترب في أوردة حياتنا، لننتصر.
ستنتهي داعش التي استنسخوها من جيناتهم لتحصد الأرواح والأحلام، وتزرع الخوف في العالم.. بفضل الجيش العربي السوري، الذي فك أسر دير الزور التي جاعت وما باعت. وستظل المقاومة قوة الرد والردع. تفتح الدرب لعشاق الحياة..
هاهو العالم يقر بنصر سورية، التي مازالت ترفع قباب الأقصى على الأكتاف، وحدنا من نفض غبار العاصفة، وأرضخ أعداءه لإرادته.. ليبرمان اليوم يقر بنصرنا. معترفاً بأن الأسد خرج منتصراً من حرب لم يسبق لها مثيل في التاريخ.
ليأكلوا ما شاؤوا من الحصرم .. من عرائش البيت الأبيض أو من أطباق أبناء اليهوديات أو المنحدرين من أصلابهم.. فالشعب في سورية الأبية لا ولن يضرس. فالشخصية السورية مصانة، بالعزة والثقة بالنصر.وتفاؤل قلوب لا تستكين للعتمة.