في وقت نفض فيه ريف حماة الشرقي عنه غبار الارهاب ، لينحو المشهد الميداني في مدينة الميادين الاستراتيجية نحو منحى جديد عنوانه نهاية الارهاب في دير الزور ، لتتوالى رسائل التحذير الروسية للجانب الاميركي مفادها انتم غير مرحب بكم في سورية.
ففي حادثة كسرت ظهر تنظيم جبهة النصرة الارهابي أعلنت موسكو أمس أن القائد العام لـ «هيئة تحرير الشام» الارهابي ابو محمد الجولاني في حال حرجة إثر إصابته في غارة روسية أسفرت عن مقتل 12 متزعماً في الهيئة.
وأوضحت وزارة الدفاع الروسية ان الضربة جاءت بعد تلقي الجانب الروسي معلومات استخباراتية تفيد بعقد اجتماع لـ «هيئة تحرير الشام « « جبهة النصرة سابقاً « في محافظة ادلب .
كما اسفرت الضربات الروسية عن مقتل حوالي خمسين متزعماً من « هيئة تحرير الشام « بينهم المسؤول عن امن الجولاني وإصابة أكثر من عشرة ارهابيين بجروح.
هذه الضربة الموجعة للنصرة جاءت مع توالي التحذيرات الروسية للجانب الاميركي الذي يستمر بدعم الارهاب واستهداف المدنيين في سورية ففي هذا السياق حذّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف واشنطن بالقول أن بلاده لن تترك الخطوات العدوانية الأميركية في سورية من دون ردّ.
واتهم لافروف تحالف واشنطن بالقيام باستفزازات خطرة ضد العسكريين الروس في سورية، مشيراً الى ان واشنطن تضرب القوات السورية في مواقع استراتيجية استرجعتها من «داعش « ، إلى جانب تحريضها للارهابيين».
اما في الميدان فتبقى الكلمة العليا للجيش العربي السوري الذي يستمر بانجازاته المميزة ، فبعد أكثر من ثلاثة أعوام من الارهاب والقتل في ريف حماه الشرقي تمكن أبطال الجيش العربي السوري والحلفاء من طرد تنظيم داعش الارهابي من اخر مناطق تواجده في الريف الشرقي لحماه .
وفي سياقٍ متّصل وحول التحضيرات المرتقبة لمعركة الميادين في ريف دير الزور أكد مراقبون إنّ معركة الميادين هي ضرورة استراتيجية ومنها سيعلن الانتصار النهائي على تنظيم «داعش» الإرهابي وسقوطه بشكل كامل ، وذلك لأن مشغلي «داعش» أي الولايات المتحدة الأمريكية قد عمدت إلى إفراغ مدينة الرقة من ارهابيي داعش وخاصة الاجانب منهم وتسليم مناطقهم لما يسمى قوات سورية الديمقراطية وثم نقلهم للميادين، بالإضافة إلى أنه بعد عبور الجيش العربي السوري لنهر الفرات والانتقال للضفة الشرقية عمدت الولايات المتحدة لنقل متزعمي «داعش» وخاصة الاجانب إلى الميادين.
بالمحصلة وحسب رؤية المراقبين فان تقدم الجيش العربي السوري للميادين وتطهيرها يعتبر ضرورة استراتيجية لتوجيه الضربة الأخيرة لتنظيم «داعش» الإرهابي والولايات المتحدة الأمريكية التي ليس لها سوى خيارين ، إما تقبل هزيمة وخسارة هذه القيادات الارهابية أمام ضربات الجيش العربي السوري والحلفاء، أو نقلهم لمناطق اخرى كميانمار الباحة الخلفية للصين أو سيناء في مصر أو ليبيا.
الانتصار المرتقب هذا يأتي في وقت يستعد فيه الجيش العربي السوري لعملية عسكرية شرق دير الزور على ضفتي نهر الفرات، يتمثل هدفها بالالتقاء في بلدة البصيرة شمال مدينة الميادين.