وما تلك الطرق إلا ترويج للبقية منهم لمن يريد مغادرة الحرب والنفاذ بحياته التي باتت معرضة للخطر، بعد الهزائم والانكسارات التي يلاقيها تنظيمهم الإرهابي في جميع المناطق التي يتواجد فيها.
فحمى حلق اللحى والتستر بلبوس النساء، والولوج بين العوائل الهاربة والاختباء والتنكر، أضحت طرقاً معروفة ووحيدة أمام أولئك الإرهابيين في قضاء الحويجة لتفادي قبضة القانون وسلاسل قوات الجيش العراقي، بعد أن ضاقوا ذرعاً بالتوصل لنتائج تم التخطيط لها على أيدي ساداتهم، وخسارتهم لمعظم الأماكن التي تكوروا فيها طوال السنوات الماضية.
المتغيرات الدولية والإقليمية وتطورات الحرب على الإرهاب، وانقلاب المشهد السياسي، تترك يوماً بعد آخر الأثر الأكبر على مجريات الأحداث، وهذا ما يدفع رعاة الإرهاب ومنفذيه للبحث عن خروج آمن من المأزق، والحفاظ على ما تبقى من ماء الوجه، بعد تعمقهم في مواقف الدول التي تحالفت للقضاء على الفكر المتطرف وأدواته، ومعرفتهم أن هؤلاء الحلفاء لن يتراجعوا عن موقفهم في هذا الشأن مهما كلفهم ذلك غالياً.
مقابل المواقف المصرّة على المضي بمحاربة الإرهاب، هناك من وجد نفسه مكرهاً على التراجع عن مواقفه الداعمة للتكفير، والتدخل بشؤون الدول الداخلية، وذلك عبر اللمز والغمز بترك الشعوب لتقرر مصيرها بنفسها، من دون الاكتراث لما أنفقته خلال السنوات الماضية لإشعال الحروب في المنطقة، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على أن ما يجري من حركات هروب للتكفيريين في مناطق وجودهم، وتراجع الداعين للتطرف لأن يقرر الشعب مصيره، دليل على أن المشروع التآمري على دول المنطقة وعلى رأسها سورية والعراق يتآكل من الداخل والخارج، ولم يبق لأولئك سوى البحث عما يخلصهم من ورطتهم تلك، لأن النار اقتربت منهم وباتت محاسبتهم شعبياً ودولياً تقترب عجلاتها منهم.
من أوروبا ودولها التي جهدت لدعم الإرهاب، إلى أميركا وصولاً إلى بعض الدول الإقليمية التي كانت وكيلاً لتنفيذ جرائم المرتزقة، تتغير المعطيات، ويغير أولئك طريقة تفكيرهم ونظرتهم لما يجري، وينقلب المشهد وسوف يشهد المتطرفون ومشغلوهم أسوأ أيامهم.
huss.202@hotmail.com