وقال السفير آلا في بيان أدلى به أمس امام الدورة الثامنة والستين للجنة التنفيذية لمفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين: ان الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين وللجولان السوري وغيرهما من الاراضي العربية المحتلة يستمر في كونه العامل الرئيسي في مأساة النزوح القسري لاكثر من نصف مليون لاجئ فلسطيني يقيمون على الاراضي السورية منذ70 عاما، إلى جانب نزوح ما يزيد على نصف مليون آخرين من الجولان السوري المحتل منذ عام 1967 بينما ساهمت التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للدول واستهداف انظمتها السياسية عبر دعم واستخدام الإرهاب واقامة التحالفات العسكرية غير الشرعية خلال السنوات القليلة الماضية في زعزعة استقرار العديد من دول المنطقة ودفع السكان للنزوح داخل دولهم وخارجها .
واوضح السفير آلا ان حرب الإرهاب المدعوم والموجه من الخارج الذي استهدف المدنيين والمؤسسات الخدمية والبنى التحتية في سورية والذي ترافق مع فرض اجراءات قسرية احادية شملت طائفة واسعة من التدابير الموجهة للاضرار بالقطاعات الحيوية التي تستجيب لاحتياجات السوريين وفي مقدمتها القطاع الصحي أدت إلى نشوء أزمات انسانية ومعيشية دفعت السوريين في العديد من المناطق إلى النزوح لمناطق اكثر استقرارا وأمناً بحماية الدولة السورية ودفعت آخرين إلى النزوح خارج الحدود ومغادرة البلاد .
واكد السفير آلا ان الدولة السورية ومؤسساتها تحملت العبء الاكبر في توفير الاحتياجات الاساسية لمواطنيها وتسهيل عمل الهيئات الاممية والدولية في كل المناطق السورية لافتا إلى ان انجاز المصالحات الوطنية والنجاحات التي احرزتها القوات المسلحة السورية في كسر الحصار عن ديرالزور مؤخرا واعادة الامن والاستقرار للعديد من المناطق السورية أدت إلى تعزيز فرص الوصول الانساني وعودة عشرات آلاف المهجرين والنازحين لمناطقهم وتحسين ظروف معيشة اعداد كبيرة من السوريين الذين عانوا جرائم الإرهاب.
واوضح السفير آلا أن الدولة السورية عازمة على المضي في توسيع وتعزيز مسارات المصالحات الوطنية وتنظر بايجابية إلى مسار آستنة وما نجم عنه من تحديد مناطق تخفيف التوتر أملاً بالتوصل إلى وقف فعلي للاعمال القتالية بما يسهم في دعم استراتيجية الدولة السورية في عزل الإرهاب والقضاء عليه وانجاز المصالحات وايصال المساعدات الانسانية واعادة الاستقرار والحياة الطبيعية إلى كامل الاراضي السورية.
واشار السفير إلى عمل مفوضية الامم المتحدة للاجئين في الجمهورية العربية السورية المستند إلى المبادئ الناظمة لعمل الوكالات الانسانية التابعة للامم المتحدة ومشاريعها الموجهة لمساعدة المهجرين السوريين التي شكلت مساهمة مهمة في دعم الجهود الحكومية على امتداد سنوات الازمة مشددا على ضرورة تعزيز تلك الجهود والبرامج في المرحلة القادمة بعيدا عن محاولات استغلال المساعدات وربط تمويلها بشروط سياسية تتنافي مع مبادئ وقواعد العمل الانسانية.